عندما يُقسّط اللبنانيون الشمس ..." عا خمس سنين"

solar

عندما أعلن رئيس مجلس إدارة مصرف الإسكان ومديره العام أنطوان حبيب من على منبر السراي الحكومي في نيسان الماضي عن رزمة قروض سيبدأ المصرف بتقديمها ومنها قرض الطاقة الشمسية، خُيّل للصحافيين الحاضرين أنهم، إما خانهم السمع أو أن المدير أخطأ في التعبير.ولدى الإستفسار منه وبإلحاح عن مدى دقة وصحة هذا الإعلان، أجاب باقتضاب بأن الأمر جدي والمساعي جارية لتأمين التمويل من الصناديق الأوروبية والعربية المانحة."ثلاثة أشهر أو أقل كانت كافية لبدء تطبيق ما أعلن عنه حبيب على أرض الواقع، وذلك بالتقاطع مع الحاجة الملحّة لدى اللبنانيين الى الكهرباء، في ظل حال "الكوما" التي دخلت فيها " كهربا الدولة"، وارتفاع تسعيرة الإشتراك بالمولّدات الخاصة التي تزيد شهراً بعد آخر بالتوازي مع تحليق الدولار.

خمسة مصارف حتى الآن بدأت بإعطاء قرض الطاقة الشمسية بالليرة اللبنانية، ما يؤمن التمويل المناسب لتجهيز المنزل بنظام طاقة شمسية، يُعتبر حلاً "صديقاً للبيئة ولجيوب المواطنين معاً "، نظراً لقدرة هذا الحل على التخفيف من حدة التلوث من جهة، والتوفير في كلفة إشتراك المولّد.وبحسب الشروط التي وضعها مصرف الإسكان، يُدفع القرض مع سقف مالي يتراوح بين ٧٥ و٢٠٠ مليون ليرة مقسّطة على خمس سنوات، مع فائدة سنوية موحّدة تبلغ ٤،٩٩ في المئة، من دون إغفال احتساب عمولة دراسة الملف ونسبتها ١ في المئة من قيمة القرض، علماً أنه لا يمكن سحب المبلغ نقداً، بل من خلال الشيكات أو عبر إجراء تحويلات مصرفية داخل لبنان.ومن شروط القرض أيضاً عدم تجاوز قيمة الدفعة الشهرية منه ٣٥ في المئة من المدخول الشهري لطالب القرض، وفي حال وجود قرض سكني لدى المقترض نفسه، يمكن أن يصل مجموع الدفعات الشهرية الى ٤٥ في المئة من المدخول الشهري للعائلة وليس للفرد.في الزمن الجميل غير البعيد، كانت سطوح منازل اللبنانيين "تتطربش" بالقرميد الأحمر الذي يميز هندسة العمارة اللبنانية، أما اليوم وفي زمن الذل والتعتيم، فاحتلت ألواح الطاقة وبريقها تحت أشعة الشمس الأسطح والشرفات والحدائق إن وجدت... أنه بلد يلمع تحت الشمس ومنها يستقرض الضوء بالتقسيط....

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: