عودة: لاستغلال الفرصة التاريخية لمصلحة لبنان

aoude

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، اليوم الأحد.

وبعد الإنجيل، ألقى عظة ورح في جانبها السياسي: “كلّنا مثْل زكا والعشّارين، بحاجةٍ إلى رفْع أنْفسنا فوق أهْوائها، وعدم التّلهّي بالصغائر، طالبين ما هو صالحٌ لنفوسنا ولخلاص بلدنا. توبة زكا العميقة قابلتْها رحمة الله الغزيرة. فهلْ نتوب نحن اللبنانيين عن ماضينا وأثْقاله لنستحقّ مستقْبلاً مشْرقاً لأجْيالنا؟ وهلْ يتوب زعماء هذا البلد عنْ معاصيهم وذنوبهم ويتخلّون عنْ مصالحهم ونفوذهم لكي تبْدأ ورشة الإصلاح والبناء؟

بعد انتخاب رئيس البلاد وتكْليف رئيسٍ لتشكيل الحكومة رحّب بهما اللبنانيون والعالم أجْمع، واستبْشروا خيْراً للبنان، نأمل أنْ نلج حقبةً جديدةً ينْضوي خلالها جميع اللبنانيين، بطوائفهم وأحْزابهم وفئاتهم، تحت كنف الدوْلة ويضعوا ثقتهم بالعهْد الجديد، ويسهّلوا عمليّة تشْكيل الحكومة بحسب ما يمليه دسْتورنا، بعيداً منْ الأعْراف والمحاصصات التي كانتْ سبب الخلل والفشل والإنْهيار، وبعيدًا منْ تقاسم الوزارات وكأنّها مغانم لشاغليها ومواقع نفوذٍ، فيما هي فرصةٌ للْخدْمة ومجالٌ للْبناء.

أملنا أنْ يمدّ الجميع اليد للرئيس المكلّف ويعيدوا الإعتبار للدستور، وأنْ يتمّ استغلال الفرصة التاريخية لمصْلحة لبنان، فيعاد تكوين المؤسسات الدستوريّة التي دمّرتْها اسْتباحة البعْض، وفساد البعْض الآخر، والتغاضي عن المحاسبة، وغياب مراقبة مجْلس النوّاب لأنّ الحكومات أصبحتْ برلماناتٍ مصغّرةً لا مجال لمحاسبتها منْ قبل رعاتها. نحْن بحاجةٍ إلى حكومةٍ تضمّ كفاءاتٍ تتميّز بعلْمها وخبْرتها ونزاهتها، وتصْميمها على العمل الجاد منْ أجْل نهْضة لبنان وإعادة وصْله مع محيطه ومع العالم.

يعلّمنا إنجيل اليوم أنّ الإرادة والجهاد يوصلان إلى الهدف. لقدْ أراد زكّا رؤية يسوع فتخطى كلّ الصعوبات ونال الخلاص. لذا عليْنا أنْ نسْعى لخلاص نفْوسنا وبلدنا، بالتعلّم منْ دروس الماضي، والتّوْبة عن الإنْحرافات، والإرادة الصلْبة، والنيّة الحسنة، والعمل الدؤوب، وسوف نصل مهْما بدا الوصول صعْبًا وشاقًّا.

صلاتنا أنْ يوفّق الله رئيس الجمهوريّة والرئيس المكلّف تشْكيل الحكومة في مهامهما، وأنْ يعْملا منْ أجْل إرضاء الله والضمير والشعْب، لا منْ أجْل إرضاء هذه الفئة أو تلك، لكي نسْمع ما سمعه زكا: “اليوم قد حصل الخلاص لهذا البيت” آمين”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: