عودة: متى يعي اللبنانيون أن في التفرد باتخاذ القرارات خراب للوطن؟

elias awde

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس.

 وبعد قراءة الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "قال القديس كيرلس الإسكندري: من يعيش لذاته يموت في ذاته، ومن يحيا للمسيح يحيا بالذين للمسيح". الحياة المسيحية خروج من الذات وانفتاح على الله، وانسياب نحو الآخر بالمحبة. الغني أغلق أبواب مخازنه وقلبه فأغلقت أمامه أبواب السماء. أما الإنسان الذي يبنى على حجر الزاوية فيفتح قلبه ويفتح الله أمامه أبواب الأبدية".

أضاف: "هذا ينطبق على الحياة في الوطن. المواطن لا يعيش بمفرده في وطنه بل مع الآخرين، يتشاركون أرضاً واحدة، تحميهم دولة واحدة، ويذود عنهم جيش واحد. فإذا ما انفرد جزء من المواطنين عن الآخرين يختل التوازن وتتفكك الدولة. هذا ما عايشناه مراراً في تاريخ هذا الوطن ولم نتعلم. وهذا ما أدى إلى كوارث وحروب في حياة لبنان. متى يعي اللبنانيون أن في استقواء واحدهم على الآخر، أو تفرد حزب أو طائفة أو دين أو جماعة في اتخاذ القرارات عن الجميع خراب للوطن. إستقواء طرف على الآخرين، أو جموح حزب عن إرادة الجماعة، أو خروج فئة على سلطة الدولة لا يبني وطنا ولا يمنح المنشقين عن الجماعة مكانة ولا ديمومة. التاريخ شاهد على اضمحلال هؤلاء الذين يشبهون غني مثل اليوم الذي جمع الغلال ومات دون التمتع بها، عوض الإستظلال بتعاليم الله والعمل بهديها. الدواء الوحيد أن لا يلتفت المواطن إلى مصالحه ويبني لذاته، عوض أن ينضوي في كنف الدولة ويتشارك مع الآخرين المصير فتكون حياته مبنية على أساس صلب لا يتزعزع".

وختم: "فلنسأل ذواتنا على أي أساس نبني؟ ما هو الحجر الذي يستند إليه وجودنا؟ ما هو الكنز الذي نبحث عنه؟ هل نحن من الذين يكنزون لأنفسهم أم من الذين يغتنون بالله؟ فلننظر إلى داخلنا بصدق، ولنطلب إلى المسيح أن يهدم ما بناه الكبرياء والخوف والعداوة، وأن يقيم فينا البناء الجديد الذي تتحول فيه الحياة كلها إلى هيكل حي ترفع فيه صلاة القلب بلا انقطاع. صلاتنا اليوم، وقد احتفلنا بالأمس بذكرى الإستقلال، أن يحفظ الرب لبنان بلداً سيداً، حراً، مستقلاً، موحداً ومشعاً، وأن يحفظ اللبنانيين الساعين بصدق إلى خير بلدهم ووحدته وديمومته والحفاظ على استقلاله".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: