“إنني أخاطبكم بصحتي الكاملة ولا تشغلوا بالكم بالحادث الذي تعرضنا له، وهذا أمر متوقع أن يحدث دائما، والله نجانا منها مثل محاولات الاغتيال الثلاث السابقة… نأمل أن نكشف الفاعلين. لماذا يريدون اغتيالي وأنا لم أقتل أحدا ولم أسرق لا بالجملة ولا بالمفرق؟”، بهذه الكلمات طمأن العماد ميشال عون مساء السبت 22/9/2012 تعليقاً على الادعاء ان موكبه تعرض لإطلاق نار في صيدا بعد ظهر ذاك السبت خلال عودته من جزين.
غرقت الـ otv في نسج التفاصيل معلنة أن “الرصاصة أحدثت أربعة ثقوب في السيارة ولو أحدثت ثقباً خامساً لكانت أودت بحياة المرافق الجالس على المقعد الأيمن الأمامي، لكنها استقرت داخل المقعد وأشارت إلى سحب الرصاصة التي سيقوم الخبير العسكري بتحليلها”. دعّم وزير الدخلية يومها مروان شربل الرواية بقوله “تعرض موكب وهمي للعماد عون لاطلاق نار في صيدا واطلاق النار ثابت”.
الرصاصة كانت “يتمية” ولا وجود لغيرها في أي من سيارات الموكب.
الرصاصة كانت “لقيطة” لم يسمع إطلاقها ولم يشعر بها أحد ولا شهود عيان.
الرصاصة كانت “عرجاء” إذ عادة لا يوجه الخبراء في القنص والتصويب رصاصهم إلى أسفل السيارات لكي يصيبوا رؤوس الركاب أو الرأس المطلوب.
الرصاصة لا ترقى حتى الى مستوى الرسالة.
محاولة الاغتيال المزعومة للجنرال عون سقطت بـ”الضربة القاضية” مع التحقيقات التي اجرتها شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي فتبين في اعترافات سائق سيارة الـ”X5″ أنها لم تصب في صيدا 22/9/2012 بل أصيبت برصاصة طائشة في 2/6/2012 في منطقة الملولة في طرابلس أثناء الاشتباكات التي كانت دائرة بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن.
الخطوط الاولى تكشفت عندما أفاد كل من المعاون الاول ابراهيم محفوظ والدركي مصطفى مظلوم وكلاهما من عديد مفرزة طوارئ زحلة، أنهما وخلال زيارة عون الى زحلة في حزيران الماضي وتكليفهما مهمة حراسة موقف السيارات المخصص لموكبه في مطعم الرحاب حيث أقيم عشاء التيار، شاهدا الـX5 نفسه الذي عرض للاعلام لصاحبة نديم ريمون كنعان، وفيه ثقب في الباب الخلفي الايمن فوق بريم الدولاب كما شاهد كل من مظلوم ومحفوظ فتحة في الغطاء الداخلي للباب الخلفي الايمن قرب مسكة فتحة الباب”. وعندما سأل المعاون محفوظ كنعان، عن مكان اصابة سيارته أجاب بأنه تعرض لاطلاق النار في محلة الملولة في 2 حزيران الفائت أثناء توجهه الى عكار برفقة عائلته. هذه المعلومات تطابقت مع إفادات أدلى بها موظفون من شركة سيدم للالمنويم زملاء كنعان في العمل. فأكد جميعهم أنهم شاهدوا الـX5 منذ 3 أشهر وقد تعرض لاطلاق النار المذكور.
إغتيال شهداء “ثورة الارز” لم يكن برصاصة يتيمة، فالشهيد بيار الجميل أُمطر بالرصاص وباقي الشهداء من الرئيس رفيق الحريري حتى الوزير محمد شطح إستهدفوا بعبوات كبيرة. ربما يومها ثمة من سعى لادعاء اغتيال الجنرال عون بعدما تعرض الدكتور سمير جعجع لمحاولة الاغتيال في 4/4/2012. فإن كان القضاء لم يحاسب على إدعاء محاولة الاغتيال “المزعومة” التي كادت تشعل البلاد يومها، فالذاكرة أقله حاضرة لتسليط الضوء على هذا النهج.