فادي خلف: قانون الفجوة المالية قد يفتح باب الحلول عام 2026

fadi-khalaf

رأى الأمين العام لجمعية مصارف لبنان فادي خلف أن الجهود الوطنية تتّجه بشكل متسارع نحو معالجة جذرية لأزمة لم يشهد لبنان مثيلاً لها في تاريخه المالي.

ولفت خلف الى أنه يبدو أن خيوط الأمل بدأت تتجمّع، بشكل عملي، حول قانون الفجوة المالية الذي يتم تحضيره، بالتنسيق بين السلطات الرسمية ومصرف لبنان.

خارطة الطريق قيد الإنجاز

وأعلن أنه وفق المعطيات المتوافرة، يُتوقّع أن يكون قانون الفجوة المالية جاهزًا قبل نهاية العام الحالي، إذا ما استمر هذا النمط الجدّي من العمل.

ولفت الى أن هذا التوقيت الواقعي قد يفتح الباب، لأول مرة منذ بدء الأزمة، أمام حلول فعلية تبدأ خلال العام 2026، تشمل خطة شاملة لتوزيع الخسائر تُنصف المودعين، وتعيد الانتظام إلى القطاع، وتحترم قواعد العدالة المالية والمتطلبات الدولية.

موقف مصرف لبنان وتوجهاته

ولفت الى أن الأولوية اليوم، بحسب حاكم مصرف لبنان، هي لإعادة التوازن إلى ميزانية مصرف لبنان، وما تمثله من خطوة جوهرية لإعادة الثقة والاستقرار النقدي، خطوة لا يمكن تحقيقها إلا من خلال معالجة موضوعية للودائع، واستخدام أدوات السياسة النقدية الحديثة بشكل متدرج، وإعادة تقييم شفاف لميزانية المصرف المركزي.

وأشار الى أن الحاكم سبق وأبدى، أمام جمعية المصارف، موقفاً واضحاً برفضه المطلق لفكرة شطب الالتزامات من ميزانية مصرف لبنان، لما لذلك من أثر مدمّر على الثقة بالمؤسسة النقدية وعلى صدقية مسار الإصلاح. هذا الموقف يتقاطع مع المقاربة التي تعتمدها الجمعية، والتي ترفض تحميل وِزر الأزمة للمودعين والمصارف بشكل تعسفي.

وقال: "شدد الحاكم، في السياق نفسه، على أن أي معالجة للفجوة المالية يجب أن تمرّ عبر قانون شفاف يراعي حقوق كافة المودعين، بحسب الأولويات، ويشجع عودة الاستثمار، ويحقق التوزيع العادل للخسائر. وهو ما تتبنّاه الجمعية وسوف تعمل على بلورته بالتنسيق مع مستشارها المالي العالمي".

مشاركة المصارف: من الصمود إلى الحلّ

وأكد خلف الى أن المصارف اللبنانية مصممة على المشاركة بفعالية في هذه المرحلة المفصلية، عبر المستشار المالي العالمي ANKURA الذي تم التعاقد معه لمواكبة هذه الورشة الإصلاحية، والذي سيقوم بدوره بالتفاوض مع المستشارين الماليين للدولة ولمصرف لبنان.

مهام ANKURA:

•إعداد دراسات واقتراحات مالية مبنية على الوضع الحالي للمصارف؛

•تحليل واقعي لسيناريوهات توزيع الخسائر؛

•تطوير مقترحات لإعادة هيكلة القطاع المصرفي؛

•التنسيق الكامل مع سائر الجهات المعنية.

وقال: "من هنا، فإن الخطوة التي قامت بها الجمعية ليست فقط تقنية، بل تشكّل التزامًا مباشرًا بالمساهمة في تسهيل إيجاد الحلول.

صمود المصارف: مدخل للتفاؤل".

ولفت الى أن على مدى السنوات الست الماضية والتي هي من أصعب المراحل التي مرّ بها لبنان، بقيت المصارف تؤمّن الخدمات بالحد الممكن، تواجه حملات شعبوية وسياسية، وتعمل وسط غياب لخطة واضحة من قبل الدولة.

وشدد على أن هذا الصمود الموجع، تحقق رغم الانكماش الاقتصادي والنقص في التشريعات والضغوط الداخلية والخارجية، وهو يؤكّد على أن هذا القطاع لا يزال مؤهلاً لاستعادة دوره الطبيعي، إذا ما توفرت له بيئة سليمة وخطة واقعية ومتكاملة.

إشراف ومواكبة دولية

وأكد أن المرحلة المقبلة ستكون محط متابعة دقيقة من قبل المجتمع الدولي، لا سيما صندوق النقد والبنك الدولي والجهات المانحة، مع تنامي القناعة بأن لا استقرار مالياً واقتصادياً في لبنان من دون إصلاح القطاع المصرفي.

ولفت الى أن هذه المتابعة الدولية فرصة لتعزيز صدقية الحلول، وتأمين التمويل المطلوب لتطبيقها، وتحقيق التوازن بين الحقوق والقدرات.

الأمل في بدء التنفيذ عام 2026

وأكد خلف أنه إذا ما سارت الأمور على النحو المأمول، فإنّ العام 2026 سيشهد تطبيق الحلول بشكل تدريجي، ضمن خارطة طريق واضحة، ما يسمح بعودة الثقة تدريجياً إلى القطاع، ويعيد للمودع حقوقه بشكل عادل، منظّم وتدريجي.

واعتبر أنّ الجو العام الجديد الذي بدأ يتشكّل، يلاقي ما تعمل عليه جمعية المصارف، التي ترى في الجهود الحالية بداية حقيقية لمسار الخروج من الأزمة، وليس فقط مجرد أُمنيات مؤجلة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: