فرض توازن قوى

القوات

يقول سياسي مخضرم إنّ القوّات اللبنانيّة، التي تمثّل أحد أبرز الأحزاب المسيحيّة في لبنان، نجحت في فرض ضغط استراتيجي كبير على حزب الله، الذي يتمتّع بقوّة عسكريّة وسياسية كبيرة. تأتي هذه الضغوط في وقت يشهد فيه لبنان تعقيدات سياسيّة واقتصاديّة متزايدة، ممّا يضع حزب الله في موقف دقيق يتطلَّب منه التوفيق بين أجندته والحفاظ على شعبيّته بين مختلف الفئات اللبنانية، بما فيها الجماعات المسيحية.

الخيار الأول: الاحتفاظ بالخطاب الهجومي

الخيار الأوّل الذي تضعه القوّات اللبنانية أمام حزب الله يتمثّل في استمرار الحزب بتبنّي خطاب هجومي ضدّ المسيحيّين الذين لا يمكن تطويعهم، ممّا قد يؤدّي إلى تعزيز التأييد للقوّات اللبنانية بين الأوساط المسيحية. هذا الخطاب يمكن أن يؤدّي إلى عزل حزب الله عن حلفائه المسيحيّين المحتملين ويُضعف موقفه في الداخل اللبناني، ممّا يفوِّت عليه فرصة تقديم مرشّح ينتمي إلى محوره السياسي لرئاسة الجمهورية.

الخيار الثاني: التنازل عن الخطاب المتوتّر

الخيار الثاني يتمثَّل في تخفيف حزب الله لخطابه المتوتّر ضدّ المسيحيّين، ممّا قد يُظهره في موقع ضعف أمام جمهوره ويعزّز موقف المسيحيّين كمنتصرين في هذا الصراع الخطابي. مثل هذا التنازل يمكن أن يدفع حزب الله للتخلّي عن مرشّحه للرئاسة، ممّا يؤثّر سلباً على مكانة الحزب وقيادته في نظر أنصاره.

ليُنهي السياسي المخضرم أنّ كلا الخيارين يعكسان التحدّيات الكبيرة التي يواجهها حزب الله في محاولته للموازنة بين أجندته السياسية والحفاظ على شعبيّته وتأثيره بين مختلف الطوائف اللبنانية. من جانبها، فرضت القوّات اللبنانية نفسها كقوّة سياسيّة قادرة على تحدّي حزب الله وفرض توازن لا يُستهان به على الساحة السياسية اللبنانية.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: