فصائل لبنانية جنب “الحزب” جنوباً… “الكل” مشارك والدولة في غيبوبة

jnoub 2

مع إستمرار الاشتباكات “المضبوطة” جنوب لبنان، تنتشر معلومات عن فرق عسكرية وفصائل مقاتلة تقوم بمهمات أمنية في الجنوب. ليس حزب الله وحده من يحمل السلاح دون رقيب أو حسيب، ويوشك على إدخال لبنان في أتون الحرب والنار مع إسرائيل، بل مجموعات أخرى، سنية وشيعية وعلمانية، تلعب دوراً في القتال جنوباً، أو على أقل تقدير تسعى للعب دور ما هناك.

في مقابلة خاصة مع موقع Lebtalks، يرى الباحث المتخصّص في شؤون الشرق الأوسط جو حمّورة، أن استراتيجية الحشد العسكري التي يخوضها حزب الله في المواجهة الحالية، تختلف عن تلك التي كانت قائمة خلال حرب تموز عام 2006، إذ أن حزب الله “سمح لفصائل عسكرية أخرى في التواجد جنوباً، كما وشنّ بعض العمليات المحدودة الأثر ولكن ضمن التوقيت الأهداف التي يختارها، فيما كان هذا الأمر مرفوضاً منه عام 2006”.

وعن هذه الفصائل، يكشف حمورة أن “قوات الفجر”، وهي الفصيل المسلّح للجماعة الإسلامية في لبنان، والمؤسَّسَة منذ عام 1982، قد شاركت بالفعل في إطلاق بضعة صواريخ على مواقع إسرائيلية، إضافة إلى “سرايا المقاومة” التي تتبع حزب الله وتضم أعضاء من الطائفة السنية، كما “لجناح ربيع بنات في الحزب السوري القومي الإجتماعي وجود أمني وعسكري في بعض القرى الجنوبية، وهو لم يقم بأي نشاط عسكري مباشر حتى الساعة… إضافة إلى حركة أمل التي تحتفظ ببعض بنيتها العسكرية في الجنوب وإمكانية المشاركة في القتال مستقبلاً”.

أما عن حجم هذه الفصائل وإمكانية العمل بشكل مستقل عن حزب الله، فيجيب حمورة بأن “حضور هذه الفصائل محدود جداً بالمقارنة مع عديد القوى العسكرية التي يمتلكها حزب الله، فيما أعمالها لا يمكن، بأي شكل من الأشكال، أن تقوم دون تنسيق وموافقة ومباركة منه”.

في المقابل، يرى حمّورة أن هذه “المباركة” من حزب الله تعود لسبيين أساسيين. الأول يمكن أن يكون “من أجل التغطية على نقص العديد لقواه المقاتِلة، خاصة وأن الآلاف منهم يرابطون في سوريا وربما في العراق واليمن وغيرها من الأماكن، كما أن استراتيجية نشر الحزب لمقاتليه عليها أن تتواجد وتغطي مجمل قرى البقاع ومدنه كما الضاحية الجنوبية لبيروت ومدينة صور وغيرها من القرى الحدودية والساحلية بين بيروت والناقورة. أما السبب الثاني، فسياسي بامتياز، ويقوم على إشراك أكبر قدر من الفصائل اللبنانية لتغطية حزب الله لأعماله العسكرية جنوباً وتحصيل شرعية إضافية عبر القول بأنه لا يملك وحده القرار السلم والحرب إنما الأعمال العسكرية في الجنوب هي عبارة عن مقاومة وطنية شاملة وليست مقاومة لفصيل من طائفة واحدة”.

أما عن إعلان النائب الصيداوي أسامة سعد والحزب الشيوعي اللبناني “الجهوزية لمقاومة العداون الإسرائيلي”، فيرد حمّورة بالقول أن هذه القوى “قليلة التأثير والعدد وشبه معدومة التنظيم، وتواجدها الجغرافي محدود جداً، ولا إمكانية حقيقية لها على فِعل أي شيء أبعد من إصدار البيانات وربما المشاركة بمظاهرات عرضية واستعراضية”.

يبقى أن الأيام القليلة المقبلة، قد تحمل مفاجات جديدة في أسماء وأعمال الفصائل العسكرية المتواجدة في الجنوب، فيما المفاجأة الكبرى قد تتمثل بمشاركة فصائل غير لبنانية في هذه الأعمال. أما عن الدولة اللبنانية، فهي الغائب الأبرز عن ما يجري حولها وعلى أرضها من أحداث وتبدو في غيبوبة تامة وتتخلى عن دورها السيادي والدفاعي يوماً بعد يوم.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: