فضل الله: آن الأوان ليرتاح الوطن

ali-fadlallah

ألقى العلّامة علي فضل الله كلمة توجيهية أمام اجتماع مديري جمعية المبرّات الخيرية، الذي انعقد في “قرية الساحة التراثية”، أكد في بدايتها أهمية هذا اللقاء، لكونه يجمع كل كوادر الجمعية التي نعتز بدورهم الرسالي، وبما قدّموه وما سيقدّمونه رغم كل الظروف الصعبة التي نواجهها، والتحديات على مختلف الصعد الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

وأشار إلى أن “الطموح الكبير الذي زرعه المرجع فضل الله في نفوسنا وعقولنا، يمثّل أمانة في أعناقنا، ومسؤولية تدفعنا دوماً إلى استنفار كل عناصر الطاقة والقدرات في مجتمعنا والاستفادة منها”.

أضاف: “علينا أن نحرص على العمل الجماعي، وهذا ما يميّز جمعية المبرّات الخيرية، التي غرس بذورها وأرسى دعائمها السيّد فضل الله (رض)، مشدداً على ضرورة تضافر جهود كل العاملين في هذه المؤسسات المتنوعة، من خلال التلاقي، والتعاون، والتناصح، وتبادل الخبرات، فكلّنا في سفينة واحدة، وإذا أصيبت أي مؤسسة بعطل فإنّ ارتداده سينعكس سلباً على الجميع. كما شدّد على أهمية النقد البنّاء الذي يهدف إلى معالجة الأخطاء وتفادي تكرارها، لا إلى تسجيل النقاط، أو تهديم البنيان، أو الإساءة إلى المؤسسة أو القائمين عليها”.

ولفت إلى أن “السيّد كان مشروعه مشروع إصلاح شامل في هذا البلد على جميع المستويات، إصلاح يسهم في النهوض وجعل البلد أفضل، على صعيد بناء دولة الإنسان، حيث يسود القانون والعدالة”.

وتابع: “عمل السيّد على تربية جيل يحمل القيم الرسالية، والأخلاقية، والإيمانية، والوطنية، والإنسانية، وينعكس ذلك في سلوك إيجابي في حركة المجتمع. وأشار إلى أن الوحدة الإسلامية كانت هاجسه الدائم، ولذلك بذل جهداً كبيراً في سبيل تعزيزها وتأصيلها في مجتمعنا، من خلال التركيز على القواسم المشتركة. كما عمل على تأكيد الوحدة الوطنية بين مكونات الوطن وطوائفه المتنوعة”، معتبراً أن “للجميع حقوقاً وعليهم واجبات في وطن يحكمه مبدأ الكفاءة والشفافية”.
وشدّد على أن “يكون هذا الوطن قوياً، قادراً على حماية نفسه في مواجهة كل عدوان، ولا سيّما الأطماع الإسرائيلية”.


وأشار إلى الدور الإصلاحي الذي يمكن أن يلعبه كل فرد، في أي موقع يتواجد فيه، داعياً إلى “تعزيز ثقافة النقد وقبولها، حتى يستقيم المجتمع وتقوم المؤسسات بدورها، بعيداً عن المحسوبيات وسواها”، مؤكداً ضرورة معالجة كل نقاط الضعف، وتعزيز نقاط القوة.

وتوجّه إلى الحضور: “عليكم أن تكونوا رساليين، لا موظفين”، داعياً إلى الحفاظ على كل من يحمل همّ هذا الفكر وهذه المؤسسات، ومؤكداً على ضرورة تعزيز حضور الكادر الشبابي في مفاصل هذه المؤسسات، والاستفادة من كل الطاقات بدلاً من أن تهاجر إلى الخارج.

وأمل أن “نُقْدِم على مرحلة جديدة، مرحلة بناء الدولة القوية والعادلة، فالتجارب أثبتت أن هذا الوطن لا يقوم إلا بكل طوائفه ومذاهبه”، مشدّداً على “ضرورة تغليب منطق التوافق على منطق الإقصاء والتهميش والارتهان للخارج”\

وختم: “لقد آن لهذا الوطن أن يرتاح إنسانه من الصعوبات التي يواجهها، وذلك لا يتم إلا بوحدة أبنائه، وتكاتفهم، وتوحيد جهودهم، ووقوفهم معاً في مواجهة كل هذه الضغوط والتحديات”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: