✒️كتبت صونيا رزق
شكلّت القاءات التي يقوم بها مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأدنى باتريك دوريل، مع الرؤساء والقيادات السياسية والحزبية للوصول الى حل نهائي لمعضلة التشكيلة الحكومية، آخر خرطوشة فرنسية في جيب الرئيس ايمانويل ماكرون، قبل إعلان فشل مبادرته وتداعياتها الخطرة على لبنان، بدءاً بتأجيل مؤتمر الدعم الاقتصادي المقرر نهاية الشهر الجاري، مروراً ببقاء المساعدات المالية في مكانها، وكذلك الاصلاحات المشروط تنفيذها بتلك المساعدات، والى ما هنالك من تدهور في كل القطاعات، خصوصاً النقدية منها وارتفاع سعر الدولار، وإستمراره في التحليق الى مستوى غير معروف.
امام هذه المخاوف، اطلق الموفد الفرنسي في الامس العنان لنبرته العالية المدى، لوجوب الاسراع بتشكيل حكومة، موجهاً رسائل شفهية الى المسؤولين حملت في طياتها انذارات بالجملة، املاً ان يتلقوها هذه المرة بآذان صاغية ، لانها آخر اوراق الرئيس الفرنسي المستاء منهم بشدة، بعد مجيئه المتكرر الى لبنان، والتهديدات التي وجهها لهم من دون اي نتيجة.
الى ذلك تنقل مصادر سياسية مطلعة على جولة دوريل في لبنان، في حديث لموقع LebTalksبأنّ الاخير أبلغ المعنيين بالتشكيلة جملة تختصر الوضع المأزوم والمخيف قائلاً لهم :” بلدكم بخطر وعليكم ان تستفيقوا…”، لان المماطلة المستمرة ستوصل البلد الى حائط مسدود، تفصله ايام ليست ببعيدة اي حتى نهاية الجاري، تاريخ إنعقاد المؤتمر الاقتصادي، من دون ان ينفي إمكانية تأجيله وإلغائه، وهذا يعني انّ فرنسا “نفضت” يدها نهائياً بعد كل هذه العراقيل.
كما نقلت المصادر المذكورة إستياء الفرنسيين من الطقم السياسي اللبناني، الذي لم تهزه التقارير الدولية التي صنفت وضع لبنان ضمن الخطورة الشديدة، وبأنّ 30 في المئة من الشعب اللبناني باتوا تحت خطر الفقر، بحيث إعتبر الفرنسيون انّ المسؤولين سيُسارعون لإنهاء الملف الحكومي، ويهرولون للعمل من اجل إنتشال البلد من الهاوية، لكن لا شيء من هذا تحقق، ويبدو ان “المورفين” وحده قد يكون الحل للبنانيّين، جرّاء هذا الطقم الذي أنهكهم واوصلهم الى الخراب. لافتة الى ان تبادل التهم لا يزال سيّد الموقف، ما يُبعد أي امل بالحل المرتقب، إلا في حال أحدث المسؤول الفرنسي معجزة في هذا الاطار!