في ذكرى رحيل صخرة السيادة والاستقلال… نسترجع النضال والارادة الصلبة

366108_sfeir

في الذكرى الرابعة لرحيل الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، حامل لواء الحرية والسيادة وصانع الاستقلال الثاني للبنان، نسترجع تاريخ تلك الارزة التي وقفت شامخة على مدى عقود من الزمن، وخلال مراحل صعبة جداً في وجه الرياح التي عصفت بلبنان، ناضل وتصدّى للمحتلين ووقف في وجه التحديات، ولم تتعارض مسيحيته يوماً مع لبنانيته، فكان الارادة الصلبة التي لم تنكسر يوماً امام الصعاب.
شهد ولادة لبنان الكبير وإستقلاله الأول وحروبه واحتلالاته، أطلق مع مجلس المطارنة النداء الشهير في بكركي بشهر ايلول من العام 2000، فكان صرخة مدوية لاقت تأييداً شعبياً كبيراً، وتبع ذلك تأسيس لـ”لقاء قرنة شهوان” بدعم من الكنيسة في نيسان من العام 2001. وصولاً الى خوضه النضال مع المعارضة اللبنانية لتحقيق الاستقلال الثاني.
كان رجل الحوار والتعايش وفي الوقت عينه المدافع الشرس عن سيادة لبنان، جاهد بصمت وبقوة فتميز بالمواقف الصلبة فلم يساوم ولم يهادن، فأصبح تاريخاً في رجل، وراعياً لمسيرة المصالحة والتلاقي خصوصاً في الجبل، حيث نادى بالانفتاح والمحبة من أجل الحفاظ على لبنانَ الرسالة والوطن الحاضن للجميع.
سار على خطى أسلافه البطاركة التاريخيين حاملاً قضية لبنان، ولم تتعبه الدروب الشاقة فعبّد لها طريق الاستقلال الثاني، مع افرقاء واحزاب المعارضة ليخرج لبنان من كبوته مع رحيل المحتل.
تخطى حواجز الخوف وقال كلمته ومشى… ” إحموا الثوابت الوطنية والمبادئ وشعارات الوحدة، سار دائماً على خط الكنيسة التي شكلت على الدوام نقطة الارتكاز في الدفاع عن لبنان، الوطن والكيان والدولة بكل ابنائها، وعلى إختلاف طوائفهم وإنتماءاتهم.
منذ توليه الكرسي البطريركي حمل البطريرك صفير ذلك النفس المديد بحثاً عن استقلال يحلم به، ليصبح رمزاً للمنادين بالسيادة والحرية وكرامة الانسان، هو الرجل الوطني الذي تتغلب عنده مصلحة لبنان واللبنانيين لتصبح فوق كل اعتبار، لا احد بمقدوره ان يمحو التاريخ لا سيما ما قيل بأن مجد لبنان قد اعطي لبكركي، مع التأكيد والاصرار على الخط الوطني للبطريرك صفير الذي لم يسبق ان خرج عنه ولو لمرة واحدة، هو اول من قاد مسيرة الاستقلال، وقد عودنا على رسائل التنبيه والتصويب وعلى رفع الصوت عالياً، كلما إستشعر أن الوطن أو أهله بخطر…

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: