في زحمة الزيارات… ماذا سيقدّم “الدب الروسي” للبنان

176159583_4309965369064568_1571914996887224763_n

كتب وجدي العريضي

إذا كانت باريس “مربط خيل اللبنانيين”، فإنّ موسكو باتت قبلة أنظارهم، في ظل هذا “الحج السياسي” المتنامي من الزعامات والقيادات السياسية والحزبية التي ستزور روسيا خلال الأيام القليلة المقبلة، وهي متنوعة المشارب والاتجاهات السياسية، ولكن ماذا بعد؟ وما يمكن أن يقدّم “الدب الروسي” للبنانيين في هذه المرحلة؟ وخصوصاً مع الدورين الأميركي والأروبي والعقوبات التي يُفترض أن تطال عدداً من المسؤولين اللبنانيين على خلفية الفساد وعرقلتهم لتأليف الحكومة وولوج الحل في لبنان.
في السياق، يقول قيادي سياسي على صلة وثيقة بموسكو، إنّ الأخيرة ليس لديها أية مبادرة، بل إنّها تملأ الوقت الضائع وخصوصاً من قبل الأميركيين والفرنسيين، نظراً إلى البرودة التي تسيطر على المبادرة الفرنسية، بينما الولايات المتحدة الأميركية لديها أولويات أخرى، إضافةً إلى أنّ ثمة معلومات وثيقة بأنّ موسكو ستبلغ المسؤولين اللبنانيين ضرورة الاستعداد لمرحلة جديدة في المنطقة، على ضوء العملية الدستورية التي ستحصل في سوريا، وحيث هناك اهتمام روسي بالغ الأهمية حول كل ما يحصل في هذا البلد وتحديداً على مستوى الأمن، لا بل إنّ وفد “حزب الله” طُلب منه يوم كان في موسكو عدم تسخين جبهة الجولان، لإنّ الروس يريدون هذه المنطقة هادئة على خلفية تحالفهم الاستراتيجي مع إسرائيل.
ويردف أنّ الروس لديهم معلومات عن فوضى قد تجتاح لبنان، من خلال تقارير استخباراتية، وما يملكونه في بيروت من صداقات مع أحزاب لديها أجهزة أمنية ما زالت تعمل حتى اليوم، وبالتالي إنّ هذا القلق من الفوضى إنّما هو على خلفيات اجتماعية ومعيشية، وهم يعلمون أنّ ذلك قد يمتد إلى سوريا التي تعاني أوضاعاً اقتصادية ومعيشية مماثلة، وبناءً عليهم هم يسعون إلى التهدئة وترتيب الأوضاع في لبنان، وذلك من خلال حكومة برئاسة الرئيس سعد الحريري، والإصرار على رئيس “تيار المستقبل” يعود إلى الصداقة القديمة التي تربطهم به، وأيضاً كي يكون هناك رئيس سني قوي كما في الطوائف الأخرى، أي أن لا يكون هناك معارضة من أي مكون طائفي، بمعنى أنّ هناك أجواء بأنّ روسيا تدعم الأنظمة وليس الشعوب.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: