الموجع حقاً في لبنان أن الشوارع التي تشهد اليوم على الفقر والذل والتشرّد، هي ذاتها التي كانت في الماضي القريب تعجّ بالفرح والاحتفالات وراحة البال. هنا في شارع الحمرا المشاهد باتت مختلفة: رجل يتوسّد بلاط أحد أرصفة الشارع المدينة التي حملت ذات يوم لقب ” ست الدنيا”، هذا المشهدٌ يشرح حال عاصمة بأكملها باتت مُشَرَّدة ويتيمة لا تملك إلا بضع حجارةٍ تستند اليها، وقطعة دافئة قديمة تكاد تكون من عمر العاصمة أو من عمر الوجع الذي تحمله في قلبها!
في شارع “الألوان”، شحّت الألوان وخفت لونها، على أمل أن تعود يوماً الى بريقها اللامع…
