علق العالم بأسره منذ مساء يوم الثلاثاء في حفرة في المغرب منتظرا خبرا سارا ومفرحا من فرق الإنقاذ لإنتشال الطفل ريان من قاع الحفرة التي أصبحت بيته لمدة ٤ أيام و ٥ ليالٍ متواصلة، ولكن "نحن نريد والله يفعل ما يريد" خرج بالأمس ريان وبعد هتافات وزغاريد بالفرحة التي لم تكتمل، أعلنت السلطات المغربية وفاته بعد إخراجه من الحفرة بقليل. بين فرحة إخراجه من الحفرة وفاجعة خبر وفاة غرق العالم الإفتراضي، كالمغرب تماما، بحزن عميقٍ على طفل وحد الصورة والصوت على مواقع التواصل الاجتماعي طيلة أيام انتظاره ليخرج، وكأنه جاء ليعيد فينا الإنسانية التي نسيناها أو تناسيناها دون تفرقة أو تمييز، وكأنه جاء ليذكر اللبنانيين بتلك الليلة بعد انفجار ٤ ٱب حينما حُبِسَت أنفاسنا جميعا تحت ركام الجميزة لإنتشال أحد العالقين تحته والقدر كان نفسه .. كان الموت قدرهما، وبقينا نحن في قدر يحتم علينا العودة الى أعماقنا والحفاظ على ما تبقى من إنسانيتنا.
