مع تسارع وتيرة التطور التكنولوجي ووجود حاجة ماسة للإنسان لمواكبتها، خصوصاً في ظل إبتكار "الذكاء الاصطناعي"، كان لا بدّ من حملة توعية حول أهمية هذا الابتكار المستجد من جهة، وحول مخاطره حيال المهن والوظائف من جهة أخرى.
وفي هذا الإطار، نظّمت شركة HAQQ (حق) في الأول من أيلول الجاري المؤتمر السنوي الثاني لها بعنوان "محامو الغد"، شارك فيه جمع كبير من فعاليات سياسية ونواب ووزراء، وبحضور أكثر من ٤٠٠ محامٍ من نقابتي بيروت وطرابلس، ومشاركة ١١ نقابة محامين من دول الشرق الأوسط، بالإضافة الى عدد من ممثلي وسائل الإعلام.
إفتُتح المؤتمر بالنشيد الوطني اللبناني، ليتبعه في ما بعد "إطلالة خاصة" لرئيس الجمهورية اللبنانية الراحل بشارة الخوري، عبر مبادرة لافتة من شركة "HAQQ" حيث تم إخراج مداخلته عن طريق الذكاء الاصطناعي، متكّلماً خلالها عن مدى أهمية هذا الذكاء، إلى حدِ تمكين الإنسان من جعل المستحيل ممكناً، إضافة إلى أهميته في قطاع مهنة المحاماة وتأثيره عليها.
بعد ذلك، ألقى رئيس شركة "HAQQ" أنطوان كنعان كلمةً أعرب فيها عن شكره لمساهمة الحضور في إنجاح المؤتمر، معلناً عن تقديم منصة “MyHAQQ” التي أسستها الشركة، والتي تهدف إلى إنشاء "مكتب رقمي" للمحامين وتساعد في إدارة المكتب من ناحية التواصل مع المحامين والموكلين على السواء، إضافةً الى تأمينها فرص عمل للمحامين من خلال "منصة" الشركة.
ثم قام الأستاذ عباس قبلان، وهو شريك مؤسس في شركة "HAQQ"، بإدارة جلسة الحوار الأولى تحت عنوان "أسلوب تنظيم الذكاء الاصطناعي"، تناول فيها مع كل من الدكتور حبيب الملا، المحامي خليفة الياقوت، المحامي سامي الزبيدي والمحامي أحمد النجار، مواضيع عدة أبرزها تأثير الذكاء الاصطناعي على التشريع، خصوصاً تلك التي تتعلق بالمسؤولية المدنية والجزائية والملكية الفكرية، إضافة إلى البحث في موضوع الحوكمة.
وبعد إستراحة عند الساعة الحادي عشر، إستُكمل المؤتمر مع جلسة الحوار الثانية تحت عنوان "تمكين محامي الغد" التي قام بإدارتها مسؤول هيئة العلاقات الدولية في نقابة محامي بيروت الأستاذ جو كرم الذي حاور كلاً من البروفسور أودين سلوم، عضو مجلس النقابة المحامي مروان جبر، سلوم دحداح وكريستوف الزغبي. وتضمن الحوار بحثاً شاملاً عن وضع الذكاء الاصطناعي وتأثيره المباشر وغير المباشر على المحامين ومهنة المحاماة، إضافة إلى الطرق والأساليب التي على المحامين إتّباعها حرصاً على إستمرارية مهنتهم ونجاحها من دون أن يتمكّن الذكاء الاصطناعي من استبدالهم.
وفي الختام، ألقى مقدّم الحفل كلمةً شكرَ فيها الحضور المشارك، مع التأكيد على أن مهام الشركة مستمرة وهي تطوير مهنة المحاماة.
