قاليباف: "الحزب" أقوى من أي وقت والمقاومة باقية

WhatsApp Image 2025-10-03 at 09.07.55_5c126a43

قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف، خلال زيارته إلى مدينة قم، إن "المقاومة في المنطقة باقية وحيّة، رغم كل الضغوط"، مشيرًا إلى أن "حزب الله اليوم أقوى من أي وقت مضى".

جاء ذلك في كلمة له مساء أمس الخميس، خلال مشاركته في مراسم الذكرى السنوية الأولى لأميني عام الحزب، في مدرسة الإمام الكاظم بمدينة قم.

وتحدّث عن بدايات قائدَي الحزب، حسن نصرالله وهاشم صفی‌الدین، قائلًا: "في تلك الأيام، كان أنصار الإمام يتعجبون من تركيزه الشديد على موضوع إسرائيل وأميركا، وكانوا يتساءلون: مع من ستواجه بهذا الخطاب الشديد؟ فكان الإمام يرد: "جنودي هم أولئك الرضّع الذين سيكبرون ويتسلمون زمام الأمور"، اليوم، هذان السيدان هما أولئك الرضّع الذين وُلدوا في بيئة محتلة، في فقر وظلم، ثم انتقلا إلى النجف في شبابهما، وبعد الثورة إلى الحوزة العلمية في قم، حتى أصبح لهما دورٌ محوري في تغيير مسار التاريخ".

وأشار إلى أن "الحزب بدأ يتشكّل عقب غزو جنوب لبنان عام 1982 على يد مناحيم بيغن، مؤكدًا أن الإمام الخميني كان يعتبر فلسطين "القضية الأولى في العالم الإسلامي"، ومن هنا جاء قرار إعلان الجمعة الأخيرة من شهر رمضان "يومًا عالميًا للقدس".

وقال رئيس البرلمان الإيراني إن "شهداء حزب الله، مثل السيد عباس، والسيد هاشم، والسيد حسن، تخرجوا من حوزة قم وغيروا مسار المواجهة مع إسرائيل، حتى تمكنوا من طرد الاحتلال من بيروت ومحيطها، مشيرًا إلى حرب تموز 2006 التي صمد فيها الحزب وحقق الانتصارات رغم الخلافات السابقة مع حركة أمل".

وأضاف، "أول مشاركة انتخابية للحزب تُوّجت بالنصر، واحتُفل بها في بعلبك وعموم لبنان. اليوم، لم تعد فلسطين قضية إسلامية فقط، بل أصبحت قضية إنسانية شاملة".

وتطرق قاليباف إلى استطلاع رأي أجرته صحيفة نيويورك تايمز في الولايات المتحدة، أظهر انخفاض التأييد لإسرائيل من 47% إلى 34%، في حين ارتفع التأييد لفلسطين من 20% إلى 35%، مشيرًا إلى أن "حزب الله اليوم في دم ونبض الشعب".

وأكد قاليباف أن زيارته الأخيرة إلى لبنان بعد مقتل حسن نصرالله وهاشم صفی‌الدین أظهرت أن "الحزب أكثر حياة من أي وقت مضى"، مضيفًا، "قال البعض لي إن هذا مجرد شعار، لكنني أكدت لهم أنه واقع. رغم كل محاولات القضاء على الحزب، إلا أنه صمد وواصل المقاومة، لأنها مستندة إلى دعم الشعب."

واستطرد قائلًا:"لو كان حزب الله ضعيفًا، لما سعت أميركا وبريطانيا لخلعه. قوته نابعة من تماسك الأمة الإسلامية حوله".

وتعليقًا على قول الإمام الخميني "إذا سكب كل مسلم دلو ماء، فإن إسرائيل ستُمحى"، شدد قاليباف على ضرورة فهم هذا التعبير بصورة عملية، مشيرًا إلى أن الصراع مع الكيان صراع وجودي، وليس سياسيًا أو اقتصاديًا فحسب، بل "صراع عقائدي".وفيما يخص عمليات "وعد صادق" 1 و2 و3، أكد أنها كانت ردًا مباشرًا على جرائم الاحتلال، موضحًا: "في بداية الحرب، تفاجأنا بهجوم العدو، لكن الرد جاء سريعًا وقويًا. في اليومين السابع والثامن من الحرب، شهدنا ضغوطًا شديدة من مسؤولين أميركيين لوقف الحرب، لكن المقاومة صمدت".

وأوضح أن عملية "وعد صادق 3" شهدت تطورًا كبيرًا، حيث استُهدف مركز حيوي بصاروخ واحد فقط، قائلًا: "لم نعد بحاجة إلى مئات الطائرات أو آلاف الصواريخ، لقد أصبنا الهدف الأهم بصاروخ واحد، وهو ما يكشف عن ضعف العدو".

وأشار إلى أن "قتلى حرب الأيام الـ12 الأخيرة كانوا حصيلة 40 عامًا من الخبرة والتدريب، مؤكدًا أن من بينهم قادة كبار مثل الشهيد باقري، الشهيد رشيد، الشهيد سلامي، الشهيد حاجي زاده، والشهيد محرابي".

وشدد على أن "الحرب فيها صعود وهبوط، لكن لا مجال للتراجع"، مستشهدًا بموقف الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، الذي قال: "إذا خُيّرنا بين نزع السلاح أو الشهادة، فسنختار الشهادة"، معتبراً أن "هذا الموقف هو ما أجبر العدو على التراجع".

ثم تطرّق قاليباف إلى الوضع الاجتماعي في إسرائيل، مشيرًا إلى ن"تائج استطلاع رأي داخلي أظهر أن 37% فقط من الإسرائيليين يثقون بإمكانية الانتصار، و27% يرون وجود تماسك اجتماعي، و30% فقط لديهم ثقة بالاقتصاد".

وأضاف، "هؤلاء في أرض محتلة، وهم ليسوا سكانًا أصليين بل مستأجرين، لذا يغادرون عند الأزمات. في إحدى الفترات غادر 70 ألفًا البلاد، بينما دخلها 20 ألفًا فقط".

وختم قاليباف بالتأكيد على أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية والانسجام الداخلي، مشيرًا إلى أن البرلمان سيعمل مع الحكومة لمعالجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وقال: "لدينا موارد وقدرات كافية، وإذا أُديرت بشكل صحيح فسننجح. من غير المقبول أن يعاني الشعب اقتصاديًا. العدو يركّز على ضرب وحدتنا، ونحن مكلفون بالحفاظ عليها والمضي قدمًا".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: