لاول وهلة يمكن اختصار اهداف زيارة الرئيس السوري بشار الاسد للامارات بالاتي :
١- استكمال لانفتاح الامارات على الاسد بعد اكثر من زيارة الى دمشق واعادة فتح سفارة اماراتية واستمرار التواصل بين الطرفين
- الاعداد لقرار الجامعة العربية بعودة سوريا الى الجامعة العربية
- محاولة مستمرة للعرب لمحاولة انتزاع الاسد من ايد ايران بتقريبه من الاسرة العربية مقابل اموال واستثمارات اعادة اعمار سوريا
٤- رسالة واضحة لبايدن ان العرب وبخاصة دول الخليج قادرة على انتهاج سياسات مضادة لواشنطن تماما كما واشنطن تعادي الخليج وترمي نفسها في احضان ايران لاتفاق نووي كارثي يعد في فيينا للتوقيع وفي ظل كره الديمقراطيين للسعودية والخليج
- تحسس عربي خليجي بخطورة تداعيات حرب اوكرانيا على العرب وبالتالي السعي للتضامن والوحدة في مواجهة المخاطر والتداعيات
لكن وفضلا عن تلك الاستنتاجات الاولية لا بأس من التعمق اكثر في الخطوة وابعادها الاستراتيجية اقله من الجانب الاماراتي والبدء بالقول ان الامارات اصبحت في قلب المعادلة السورية وفيما يلي ملاحظاتنا :
اولا : او ليس بشار الاسد جزء من محور الممانعة التي تضم في صفوفها ايران وادواتها في المنطقة ؟ طبعا اكيد ، وبالتالي وفي وقت يقصف الحوثي المنتمي لهذا المحور الامارات بالمسيرات المفخخة تقوم الامارات بالانفتاح على نظام قدمت له ايران وميليشيات الممانعة كل الدعم ولا تزال وساهمت في الحفاظ عليه واستمراره . فالخطوة الاماراتية في هذا الصدد التفاف استراتيجي كبير على ايران وادواتها من بوابة دمشق تمهيدا لانتزاع ملف سوريا من الاحادية الممانعة وبناء شبكة امان ضد الحوثي وتهديداته والرد على صواريخ ايران ضد اربيل وتهديد الحرس الثوري بقصف دول الخليج تباعا .
ثانيا : الامارات على علاقات سلام مع اسرائيل كما على علاقات طيبة مع الاتراك في وقت لا ترتاح ايران ابدا للصلح الابراهيمي بين تل ابيب وابو ظبي واعتبرت بفترة من الفترات ان هذا الصلح جعل اسرائيل على مسافة قريبة من استهداف طهران حليفة الاسد الاولى . فزيارة بشار الى الامارات استقطاب اماراتي لدور بشار المتحالف مع ايران كتمهيد لتغيير في قواعد اللعبة في سوريا .
ثالثا : مع تورط روسيا في حربها ضد اوكرانيا والغرب تبدلت الحسابات في الشرق الاوسط ولا سيما في سوريا لجهة تقلص الدور الروسي في سوريا وانتهاء دور منصة استانا الثلاثية الايرانية الروسية التركية في ظل انتقال اولويات روسيا الى المواجهة الكبرى مع الغرب ما يتيح للامارات الصديقة مع الروس تولي الفترة الانتقالية لا بل انتقال الورقة السورية من موسكو الى اقرب صديق عربي خليجي اي الشيخ محمد بن زايد بضمان عودة سوريا الى الحضن العربي .
رابعا : في لحظة يتحدد فيها مصير الدور الروسي عالميا وتحديدا دور الرئيس فلاديمير بوتين ومستقبله السياسي على الساحة الدولية بشار الاسد متوجس من مصيره في ظل الكباش الدولي الحالي ما يعطي الامارات ومن خلالها العرب الفرصة التاريخية لمنع تفرد طهران بنظامه وتقوية نفوذها اكثر في سوريا سيما وان ايران قاب قوسين او ادنى من ان توقع اتفاقا نوويا يعيد لها جزأ هاما من قوتها المالية والمادية ونفوذها السياسي في المنطقة .
خامسا : فبشار بحاجة الى غطاء عربي بعد انكشافه وبالتالي ليس انتصارا له ولا انتصار لمحوره خاصة والامارات لا تتقارب مع محور الممانعة وان الامارات ليست حليفة بديلة لبشار الاسد بل بمثابة القيم الجديد على ارث بشار ونظامه بعدما اصطفت دول الخليج ضد الثورات العربية التي هددت انظمة الدول والتي كان محور المقاومة جزأ من ذلك الربيع وتلك الدول العربية الخليجية تنتقل الان الى مرحلة ايجاد ترتيبات لانظمة حكم بدأ من دمشق .
فانطلاقا من كل هذه الملاحظات نفهم اعادة خلط الاوراق الاقليمية والدخول العربي القوي لاستعادة الدور العربي الاقليمي في اي نظام عالمي جديد كقوة جديدة تحجز مكانها في التركيبة الدولية الجديدة لموازين القوى .
فانطلاقا من كل هذه الملاحظات نفهم اعادة خلط الاوراق الاقليمية والدخول العربي القوي لاستعادة الدور العربي الاقليمي في اي نظام عالمي جديد كقوة جديدة تحجز مكانها في التركيبة الدولية الجديدة لموازين القوى .