قناة نبيه بري تغمز من قناة حزب الله

1

كتب أنطوان سلمون:

على الرغم من الزواج القسري الذي فرض سوريا وايرانيا على الإخوة في حركة أمل وحزب الله بعد حرب ضروس من آذار 1988 حتى 9 تشرين الثاني 1990 دارت رحاها بينهما في الضاحية والجنوب والبقاع اسفرت عن مئات من القتلى وآلاف من الجرحى من الطرفين فان الحرب المذكورة ونتائجها تركت آثارا سلبية تترجم في كل محطة سياسية او ذكرى شهيد او شهداء او حتى عند كل وقفة دينية عاشورائية في الضاحية الجنوبية او الجنوب او البقاع.

على الرغم من ضبط وانضباط محازبي وقياديي الحزب والحركة اعلاميا وسياسيا وعلنيا بعدم اظهار اي تباين او اختلاف او خلاف نشهد تجدد اشتباكات وحروب افتراضية على وسائل التواصل الاجتماعي تتمظهر مثلا في ذكرى اغتيال قادة حركة أمل الذين قتلوا في 22 ايلول 1988 داوود داوود،محمود فقيه وحسن سبيتي او ذكرى مقتل القائد في حركة أمل حسن جعفر ابو جمال تاريخ 2 كانون الثاني 1990 …وفي ذكرى استشهاد احمد قصير في 11 تشرين الثاني 1982 وذكرى استشهاد الشيخ راغب حرب في 16 شباط 1984 حيث يتنازع كلا الطرفين على انتماء و”نسب” الشهيدين المذكورين لحركته او حزبه وما زالا.

مع وحدة المسار والمصير للثنائي الشيعي أيضا يترجم هذا الجمر المدفون تحت الرماد والنفوس اشتباكات على الأرض ولطشات ونكزات في النصوص وهذا ما شاهدناه وسمعناه في مقدمة النشرة المسائية لتلفزيون نبيه بري ال”أن بي أن” الثلاثاء 6 شباط 2024 اذ ان قناة امل في نعيها ل “شهداء” الحركة الثلاث جعفر اسكندر ،حسن سكيكي، وحسين عزام الذين سقطوا على أرض الجنوب في معركة “مساندة غزة” التي اطلق شرارتها الحليف اللدود حسن نصرالله تمايزت وغمزت من قناة حزب الله وغرزت “مسلّة” تحت إبط حسن نصرالله ل”تنعره”إذ هو نفسه من افتى وعمم في 25 تشرين الأول 2023 بتسمية الشهداء الذين يسقطون في المعركة المذكورة “شهداء على طريق القدس”.. ليرِد في نعي تلفزيون أمل ردّا على الفتوى-التعميم:
“أبطال شهداء على طريق حفظ الجنوب وأهله وترابه”

هذه العبارة أعادت للذاكرة التباينات الفاقعة والكثيرة بين الحزب والحركة والتي أدت الى حرب الاخوة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر موقف حركة أمل المؤيد للقرار 425 وموقف الحزب المخوّن للحركة كون القرارات الدولية تخدم الأجندة الصهيونية الامبريالية …كذلك في موقف امل الرافض لعودة الجنوب الى ما قبل 1982 اي في انفلات السلاح وتفلت المسلحين بقرار ايراني في الجنوب واستدراج اجتياح اسرائيلي ثاني…وغيرها من التباينات والاختلافات والتي ما زالت تطفو وتفيض عند كل مناسبة او فرصة سانحة.

ان الكلمات القليلة الواردة في مقدمة تلفزيون حركة أمل تكشف وتؤكد ان ما وراء أكمة “حلف الضرورة الاقليمية” بين طرفي الثنائي ما وراءه من بذور الشقاق والفراق وآخرها الافتراق العلني، الإعلامي، السياسي والعسكري على طريقي القدس والجنوب.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: