ينتظر لبنان أن تعود الوسيطة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت في زيارة ثانية لها، في إطار مهمتها الحالية. ووفق مصادر وزارية “ستتمّ هذه الزيارة قبل نهاية الأسبوع الحالي”. ففيما كانت الأولوية في الزيارة السابقة ضمان تشكيل الحكومة، ستكون الأولوية في الزيارة المقبلة ضمان انسحاب إسرائيل من الجنوب في الموعد المحدّد، أي 18 الحالي (الثلثاء المقبل).
وساد أمس أوساط أهل الحكم انطباعان متناقضان: الأول هو التفاؤل بأنّ الوعد الذي أطلقته أورتاغوس من قصر بعبدا، قبل 5 أيام، وبلهجة حازمة، بتحقيق الانسحاب الإسرائيلي الكامل في الموعد المقرر، لا بد أن تلتزم به إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
أمّا الانطباع الثاني فقد بدا أقل تفاؤلاً. فبعض المعنيين في الحكم يخشى تداعيات زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة لواشنطن، والتي حاول فيها إقناع إدارة ترامب بمنح إسرائيل ضوءاً أخضر لتمديد ثانٍ في 18 شباط، والبقاء في النقاط الخمس التي باتت معروفة.
وبين الانطباعين، تردّد أنّ لبنان قد يطلب من واشنطن نشر وحدات من قواتها ومن قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل) بالنقاط الخمس التي تدّعي إسرائيل أنّها مضطرة إلى البقاء فيها لفترة معينة، ريثما يتمّ ضمان انسحاب مقاتلي حزب الله من جنوب الليطاني ونشر ما يكفي من وحدات الجيش اللبناني هناك. فهذا الطرح يمكن أن يشكّل حلاً وسطياً يرضي لبنان، كما إسرائيل، وهو كفيل بكشف نياتها إذا كانت تنوي فعلاً الانسحاب أو الاستمرار في المراوغة.
وأفادت القناة 14 الإسرائيلية بأنّ “الجيش الإسرائيلي قرّر عدم الانسحاب من 5 إلى 7 نقاط استراتيجية في جنوب لبنان، وذلك بهدف ضمان أمن سكان شمال إسرائيل”.