كريدية: أوجيرو خطّ الدفاع الأخير… والقدرة على الصمود تلاشت

1032280_1642279778

لن تتمكن هيئة “أوجيرو” اعتباراً من نهاية العام الحالي، تأمين خدمة الإتصالات للشعب اللبناني”. هذه كانت الصرخة الأخيرة التي وجهها رئيس مجلس إدارة هيئة أوجيرو عماد كريدية إلى وزير الإتصالات جوني قرم، وإلى المسؤولين من أجل إنقاذ قطاع الإتصالات من التوقف وتعليق العمل في كل السنترالات.
LebTalks سألت كريدية عن هذا التحذير الذي دقّ فيه ناقوس الخطر عن توقف خدمات هيئة “أوجيرو”، فكشف أن “المشكلة لا تقتصر فقط على أوجيرو وقطاع الإتصالات، إنما تطال البلد كله وبأزماته المتراكمة، لأن الواقع الذي وصلنا إليه مأساوي وخطير للغاية.
وعن الكتاب الذي وجهه إلى وزير الإتصالات أوضح كريدية، أنه يشرح واقع القطاع في ظلّ الوضع الإقتصادي الصعب الذي نمر به، خصوصاً وأنه لدينا إلتزامات مالية لا نستطيع الوفاء بها بالدولار والليرة بسبب عدم توفر الإعتمادات اللازمة.
وفي سياقٍ متصل، تحدث مدير عام “أوجيرو” عن أن الموازنات التي تُقرّ في المجلس النيابي، لا تلحظ المشكلات المتصلة بسعر الصرف، وبالتالي هذا الأمر يسبّب عجزاً مالياً كبيراً ليس فقط في أوجيرو، بل في مؤسسات عدة، ولكن خطابه اليوم متعلق بأوجيرو.
وحول الأسباب المباشرة لنقص التمويل، أشار الى أنها تتمثل بغياب مجلس الوزراء عن الإنعقاد لإقرار السلف التي تطلبها “أوجيرو”، وهي كلفة إنتاج طاقة وتشغيل سنترالاتها، خصوصاً أن ما يفاقم الأزمة هو أن ليس لدى أوجيرو مداخيل.
وعن تأثير الزيادة الأخيرة في الأسعار والجباية، أوضح كريدية أن المداخيل من الجباية تذهب الى وزارة المال، والهيئة تصرف الأموال التي تقرّ في الموازنة، ولكن اليوم بغياب التمويل اللازم بسبب ارتفاع سعر الدولار، لا نستطيع الدفع للموردين من قطع غيار كوابل وغيرها من المعدّات الأساسية.
وأعلن كريدية “بكل صراحة لا أحد يستطيع الطلب مني الإستمرار في ظل انعدام الإمكانيات المالية، لأننا في أوجيرو عساكر، عندما تنتهي رصاصاتنا نتوقف عن القتال، وهذا الواقع المؤلم دفعني لإرسال الكتاب من أجل الإستمرار في تقديم الخدمات للمواطنين”، مضيفاً أنه “منذ 2019 نعاني ولكننا صمدنا ووصلنا إلى خط النهاية، لا نستطيع القيام بأكثر من قدرتنا، ويجب وضع آلية لتأمين استمرار المرافق العامة وتأمين انتظام عمل المؤسسات. اليوم نتحدث عن الإتصالات وغداً عن الصحة والقوى الأمنية والمطار وكل المرافق العامة وغيرها”.
وأعرب عن أسفه ل”تعطيل أمور الشعب كله بسبب الأزمة السياسية التي تنسحب على كل الإدارات”، مشيراً إلى أن 5 ملايين مواطن هم متروكون، كما أن السياسيين لا يستطيعون أن يتحكّموا برقاب الشعب اللبناني كله”. وخلص إلى أن أوجيرو، تشكل خط الدفاع الأخير، وإذا سقطت فسيسقط البلد، لذلك على الجميع تحمّل مسؤولياتهم”.
وعن المهلة في حال لم تتأمن الأموال، حدد كريدية بأنها تمتد حتى آخر السنة، مشيراً إلى اجتماع في السراي الحكومي حضره وزير الإتصالات، ومؤكداً أنه لن يراجع مجدداً في هذه المسألة بعدما وصلنا إلى نقطة النهاية”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: