د-شربل-عازار


كتب الدكتور شربل عازار تحت عنوان، “كَزْدَرَة”.

مشهدٌ أوّل:

منذ أيّام، اتّصل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي برئيس مجلس النواب نبيه برّي طالباّ منه “الدعوة الى جلسة نيابيّة عامة لمناقشة موضوع النازحين السوريّين و”هِبَة” المليار دولار، على مدى أربع سنوات، من الاتحاد الأوروبي…..”

طبعاً نسي “دولة الرئيسين” أنّنا في دولةٍ نظامها برلماني جمهوري يرأسها رئيسٌ للجمهورية وهو رأس الدولة ورأس جميع السلطات فيها وصاحب الصلاحيّة في إجراء المفاوضات وعقد الاتفاقات مع دول الخارج الخ…

كان الحريّ برئيس حكومة تصريف الأعمال، الذي يَئِنّ من الحِملِ الذي يحمله على منكبيه بحسب بعض إعلامه، كان الحرّي به أن يُذَكّر رئيس مجلس النواب أنّ الدستور اللبناني يأمُرُه ويأمُر جميع النواب، يأمُرُهم ويُلزِمُهُم بأن “يبيتوا” في قاعة المجلس النيابي وذلك منذ ٢١ تشرين الأول من العام ٢٠٢٢، اي قبل عشرة أيام من انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون، أن يبيتوا في المجلس النيابي فيعقدوا جلسةً واحدةً بدورات متتالية حتى خروج الدخان الأبيض وانتخاب رئيسٍ جديدٍ للجمهورية.

نتمنى أن يكون هذا مضمون الاتصال المُقبل بين “دولة الرئيسين” لأنّ “فخامة الرئيس” هو رأس الدولة وناظم الانتظام فيها ووجوده ليس فولكلوراً يُستَغنى عنه.

مشهدٌ ثانٍ:

النائب ستريدا طوق جعجع تَخَطَّت كلّ الحواجز والعوائق المرفوعة بموضوع “النزوح السوري” وتشعّباته الداخليّة والخارجيّة، وشرحت كيف جعلت من قضاء بشرّي أنموذجاً واضحاً وصارخاً في كيفيّة التعاطي مع هذا الملفّ بالتعاون مع فعاليّات القضاء ورؤساء بلديّاته والمختارين.
بلدياتٌ كثيرةٌ بدأت تحذو حذوها خاصة بعد المؤتمر الصّحفي للدكتور جعجع والذي فًنَّد فيه تفاصيل المقاربة القانونيّة والعمليّة لهذا الملفّ.
فهل تُقدِم كلّ القوى السياسيّة على ملاقاة هذه الطروحات فيبدأ العمل الفعلي للخروج من هذه المعضلة الوطنيّة منعاً لضياع الهويّة وفقدان الوطن؟

مشهدٌ أخير:

يَنْشرُ رئيس “التيّار الوطني الحرّ” صُوَرَه وهو “يُكَزْدِر” في أسواق البترون مَزهوّاً بتحالفاته الجديدة من المتن الى زحله الى بشرّي، وغداً سنرى “ركّاباً” آخرين مِن أقضية أخرى في “الأوتوموبيل الكهربائي”.

رئيس “التيّار” مُطمئنٌّ أنّ “حزب الله” سَينسجُ له تحالفاته و”سَينْفخُه” حيث يستطيع بآلاف الأصوات ليحظى بأكبر عدد ممكن مِنَ النوّاب، ليعودَ “التيّار” من جديد فَيَنْقَضَّ على الداخل “السياديّ” عامةً وعلى الداخل المسيحي خاصةً دعماً “للمقاومة” وسلاح “المقاومة” وذلك من أجل حفنةٍ من السلطة والكراسي،
لأنّ مَن شَبَّ على شيءٍ شَابَ عليه.

نتّكل على وَعيِ اللبنانيّين المُخلصين أن لا يُجَرِبّوا المُجَرَّب، فالبلد مرّتين تخرّب.
الثالثة قاتلة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: