يناقش مصدر وزاري المبادرة الأميركية باتجاه الوضع جنوب لبنان، ومن خلال ما حملته الأفكار “الشفهية” التي نقلها الموفد الأميركي آموس هوكستين إلى الرئيس نبيه بري، ويقرأ فيها عملية واقعية من قبل واشنطن، من أجل تخفيف الضغط الداخلي في الولايات المتحدة الأميركية الناجم عن الموقف الإسرائيلي المطالب بوقف النار من قبل “حزب الله” وتأمين عودة سكان مستوطنات شمال إسرائيل وذلك بمعزل عن القرار الإسرائيلي بمواصلة الحرب في غزة.
وبالتالي، فإن المحاولة الأميركية للتهدئة في الجنوب عبر تقديم “إغراءات” للحزب بإنماء الجنوب اقتصاديا وإعادة إعماره من خلال المساعدات، ومن دون التطرق أو حتى الإشارة إلى ضرورة الانسحاب بل الاكتفاء بالتخلي عن الظهور المسلح مقابل الحدود، تندرج في إطار الإعداد لأجواء أكثر ملاءمة وكسب المزيد من الوقت للإدارة الأميركية الحالية، لخوض حملاتها الانتخابية من دون أي إرباك ناجم عن الانتقادات والحملات الإسرائيلية المؤثرة في الانتخابات الأميركية.