شكّل كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله حول دعوته الحكومة الإيرانية إمداد لبنان بالبنزين والمشتقات النفطية شبه معضلة تتخطى قضية المحروقات، لأن هذه المطالبة إنما تأتي عادة من قبل الدولة اللبنانية والوزير المختص بعد إجماع وزاري ووطني، ويكون الرد عليها رسمياً من الدولة المعنية.
فلنسلم جدلاً ولنقل أهلاً بالنفط الإيراني لحاجتنا الماسة للمحروقات،
فهل هذا الطرح جدي أم أنه منحى شعبي قد يؤدي إلى إحراج لبنان أمام الخليج والغرب حيث هناك مقاطعة لإيران ولحزب الله؟
ثمة علامات إستفهام كثيرة حول هذا الطرح منها الآتي:
هل سيأتي السيد حسن نصرالله بالبواخر الإيرانية على شاطىء اللاذقية أو طرطوس حيث السيطرة المطلقة لروسيا وقاعدة حميميم التي تُعتبر القاعدة الأبرز للروس في سوريا، إضافة إلى “قبة باط” روسية دائمة للطيران الإسرائيلي والذي قصف منذ يومين مواقع للجيش السوري ولحزب الله في مطار دمشق وحماة واللاذقية،
أم أن البواخر ستعبر الشاطئ الذي، كما نعلم هو تحت المراقبة الإسرائيلية وأيضاً الدولية، لأن هناك قراراً أميركياً لضرب أي سفينة محملة بالنفط خارج قواعد الشرعية اللبنانية؟
من هنا، فإن كلام أمين عام حزب الله دونه صعوبات وعقبات حول استيراد النفط من إيران التي لم تعرض خدماتها ولا مرة إلا من باب المواقف الخجولة وغير الرسمية، وبالتالي هي معاقبة دولياً والأمر عينه لحليفها حزب الله .
التساؤلات لا تتوقف، ومنها لماذا اختار السيد نصرالله هذا التوقيت؟ وهل المقصود رسالة للخارج في إطار ما يجري في المنطقة حيث تدور المفاوضات الأميركية – الإيرانية؟ أم أنها رسالة موجهة للداخل اللبناني بما فيها من تهديدات و إنذارات؟؟
