لم يكن مستغرباً هذا الجمع السيادي في بكركي اليوم، كيف لا وهي لطالما حملت راية لبنان وحريته واستقلاله وكانت دوماً نصيرة لحياده ووقوفه الى جانب عروبته.
مَن راقب الحضور اليوم في بكركي شعر بمرحلة جديدة تُحاك للبلاد ستكون بكركي محط الأنظار فيها، وقائدتها كما كانت في فترة الإحتلال السوري حين كان البطريرك الماروني الراحل الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير رأس حربة فيها.
كلام البطريرك الراعي اليوم كان أكثر من واضح حيث أمل أن يكون هذا اللقاء نداء من القلب الى لقاء وطني شامل يؤدي الى أنقاذ الوطن، فتتألف الحكومة وتجري الإنتخابات النيابية والرئاسية في موعدها الدستوري ونسلك طريق الخلاص.
ولفت الى أن السعودية تفهم معنى وجود لبنان وقيمته في الدول العربية وكانت تهب دائماً لضمانة استقلاله وسيادته،وهي لم تعتدِ على سيادة لبنان يوماً ولم تنتهك إستقلاله لم تستبح حدوده ولم تورطه في حروب ولم تتجاهل دولته، وكانت ترعى المصالحات والحلول وتستقبل اللبنانيين وتوفر لهم الإقامة وفرص العمل.
وعن علاقة البطريركية المارونية بالمملكة قال الراعي إننا لا ننظر اليها من خلال الخيارات السياسية بل هي تتخطى المحاور، مثنياً على المحبة الكبيرة التي لاحظها لدى القيادات السعودية تجاه لبنان وحزنهم لما وصلت اليهم حال البلاد.
كلمة السفير السعودي وليد البخاري تماهت مع ما قاله غبطة البطريرك حيث عبّر رأس الدبلوماسية السعودية في لبنان عن العلاقات الوطيدة التي تربط المملكة مع لبنان، مؤكداً “أننا نوصي على الحفاظ على العيش المشترك المنصوص عنه في اتفاق الطائف المؤتمن على السلم الأهلي والإستقرار، و نأمل من الأفرقاء السياسيين تغليب المصلحة العامة وعدم إدخال لبنان في صراعات مع جواره العربي”،مضيفاً أن السعودية تجدد اليوم الشراكة والأخوة تحت مظلة عروبية جامعة ركائزها الإعتدال والحوار والمحبة والسلام، كما تؤكّد بأنها لا تسمح بالمساس بالهوية الوطنية اللبنانية ولا المساس بنسيج العروبة تحت أي ذريعة كانت.