تأتي زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الى لبنان مغايرةً عن زيارتها الأولى، والتي صبّت في الخانة التحذيرية لتجنيب لبنان من الإنزلاق نحو الحرب على غرار ما يحصل في غزة، وهذا ما انسحب على الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الى الفرنسي جان إيف لودريان وسائر الحراك العربي في هذا الإتجاه.
في السياق المتّصل، يُنقل وفق المعلومات والمعطيات أن الأمور تبدّلت وتغيٍرت بعد ما بات واضحاً أن قواعد الإشتباك لا زالت كما هي عليه، إلا في حال حصل ما لا يُحمد عُقباه وتوسّعت عمليات القصف باتجاه العُمق الإسرائيلي بعد ما بات في الجنوب أكثر من فصيل أصولي وفلسطيني، ما قد يؤدي الى توسيع رقعة الاشتباكات باتجاه الحدود الشمالية، ومن ثم قصف المدن الآسرائيلية، وعندها تخرج المسألة عن قواعد اللعبة وتقصف إسرائيل العمق اللبناني، وعلى هذه الخلفية فإن حزب الله هو مَن يُمسك بزمام الأمور على الساحة الجنوبية، والسؤال هل كل هؤلاء المتواجدين جنوباً من قوى فلسطينية وسواها في أمرة الحزب أو “كل واحد فاتح على حسابه”، لذلك هذه المسألة حتى الساعة غير واضحة.
أما بالعودة الى زيارة ” كولونا” فهي تصب في خانة السعي لتطبيق القرار ١٧٠١ كما حال كل الحراك الدولي، الذي يستمر بالدوران في هذه الحلقة على اعتبار أن تنفيذ ١٧٠١ وانسحاب المقاومة الى حدود الليطاني وانسحاب القوات الاسرائيلية وانتشار قوات دولية وأيضاً إرسال كتيبة من الجيش اللبناني الى الجنوب، من شأنه أن يسحب الذريعة من كل الفصائل الموجودة جنوباً ويُرسي الاستقرار، وإلا فالأمور ذاهبة باتجاهات قد لا تصبّ لصالح لبنان وعندها كل الاحتمالات واردة.