أكد رئيس حزب الكتائب، النائب سامي الجميل، أن "الكويت هي الأخ أو الصديق الحميم للبنان منذ تأسيس الدولتين"، مشدداً على أنه "في كل المحطات كانت علاقات لبنان بالكويت أكثر من مميزة"، مدللاً بعدد الكويتيين الموجودين في لبنان والذين لهم أملاك في عدد من مناطقه، قائلاً: "إن الكويت بمثابة الأخ"، ومتمنياً أن "تتعزز علاقات بلاده مع الكويت وكل دول الخليج".
وعبّر عن أسفه "لأن إيران هي التي عكرت علاقة لبنان بدول الخليج عبر استخدام حزب الله ومحاولة تصدير مخدرات من لبنان إلى دول مجلس التعاون، ما أدى إلى اختطاف العلاقة المميزة بين لبنان ودول الخليج"، قائلاً: "هدفنا اليوم استعادة هذه العلاقات مع كل دول الخليج، وهذا ما تقوم به السلطة الحالية بقيادة رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، اللذين يقومان بعمل رائع ويتخذان قرارات جريئة جداً. والمطلوب من الأصدقاء العرب الوقوف إلى جانبنا في هذه الفترة، حتى نستطيع إعادة لبنان إلى الحضن العربي ويكون جزءاً من النهضة الموجودة في كل الدول العربية".
وتناول الجميل المستجدات على الساحة اللبنانية، منتقداً سياسة حزب الله، محملاً إيران "مسؤولية أساسية في المصائب التي حلت بلبنان في لحظة مصيرية بعد قرارات الحكومة بشأن حصرية السلاح وما أعقب ذلك من تصعيد عالي النبرة من جانب حزب الله وقادته رفضاً لتسليم السلاح، وصولاً إلى التهديد بحرب أهلية إذا أقدم الجيش اللبناني على محاولة نزع سلاح الحزب، وهو ما قوبل برفض واسع من جانب السواد الأعظم من اللبنانيين".
وأبدى الجميل أسفه للطريقة التي يتعاطى بها حزب الله وإيران مع التطورات الأخيرة، مؤكداً أن "سلاح حزب الله لم يستطع حماية لبنان بل استجلب الحرب، حيث أصبح هناك احتلال إسرائيلي للبنان"، مشدداً على أنه "لا توجد مقاومة إلى جانب الجيش الشرعي في أي بلد في العالم، ولذلك حان الوقت لأن يكون هناك تغيير في المنهج ويكون السلاح محصوراً بيد الجيش اللبناني، كما هو الحال في جميع دول العالم".
وقال: "إذا كانت إيران تريد الاستمرار في زعزعة استقرار لبنان والحفاظ على أوراقها في المنطقة من أجل مفاوضات لاحقة مع الولايات المتحدة، فعندها يكون حزب الله يتصرف كمرتزقة، لأنه في هذه الحالة لا يعمل من أجل مصلحة بلده بل من أجل مصلحة بلد آخر على حساب بلده. وعندما يهدد أحد بافتعال أحداث للحفاظ على سلاحه وهذا السلاح في خدمة بلد آخر، فهذا يعني أنه يضحي ببلده وشعبه من أجل بلد آخر. وهذه هي الحقيقة".
وتمنى رئيس الكتائب أنه "بعد كل ما فعلته إيران بحزب الله والطائفة الشيعية، والتضحية بهما من أجل قضايا لا علاقة لهما بها، أن ينتفض الشعب على الإملاءات الخارجية"، معتبراً أن "المطلوب من حزب الله وحركة أمل أن يستوعبا أن هناك من يزج بهما، تارة في حروب مع إسرائيل وأخرى ضد الداخل اللبناني، أو ضد بعضهما البعض، وحان الوقت لنقول لهذا الفريق كفى".
أضاف: "بالنسبة لي، الحل يكمن داخل الطائفة الشيعية، بالتحرر من سطوة إيران ومحاولتها جر الطائفة إلى مزيد من الدماء، وبالتالي الكرة الآن في أيدي أبناء الطائفة الشيعية. أما في ما يتعلق ببقية اللبنانيين، فإننا نتصرف بما يفترض أن نقوم به كدولة، والدولة اللبنانية تقوم بواجباتها في حصر السلاح، ونحن بانتظار خطة الجيش ليبنى على الشيء مقتضاه. ولكن في كل الأحوال لن تكون الأمور سهلة طالما لم تنتفض الطائفة الشيعية على إملاءات إيران، ويبدو واضحاً أن إيران تحاول زج حركة أمل في الصراع بالقوة، وعلى الرغم من أن رئيس مجلس النواب تحدث بوضوح عن حصرية السلاح، لكن حزب الله والموفد الإيراني عادوا ليؤكدوا على التحالف مع أمل رفضاً لنزع السلاح، ما يعني أن حزب الله وإيران يريدان جر أمل بالقوة إلى صراع لا تريده".
وشدد الجميل على أنه "يجب على كل دول العالم، وبخاصة الدول العربية، أن تضغط على إيران، لأنه يبدو واضحاً أن إيران لا تريد أن تترك لبنان يعيش، بل تريد أن يبقى ورقة تستخدمها متى تريد، وتضحي به ساعة تشاء لغايات برنامجها النووي والمفاوضات مع أميركا. لذا، موضوع إيران ليس شأناً داخلياً، بقدر ما هو مسؤولية عربية ودولية. ومن هنا فعلى الجميع أن يكون على قدر المسؤولية حماية للبنان وصوناً للاستقرار في المنطقة".
وأكد: "لا حلول في وجود السلاح، ولكني آمل أن يحل موضوع السلاح. فلا خيار أمام أحد إلا تسليم السلاح، سواء بالضغط على إيران أو أن تقوم الدولة اللبنانية بواجباتها، وبالتالي لا استقرار في وجود السلاح، ما يعني أنه لا اقتصاد ولا أمان ولا استثمار، وأكثر من ذلك، لا مستقبل للبنان في وجود السلاح. الخطوة الأولى يجب أن تكون حصره بيد الدولة".
ورأى الجميل أن "الأكثرية الكاسحة من الشعب اللبناني المتمثلة في مجلس النواب، أي نحو 90% من المجلس النيابي، داعمة لحصرية السلاح بيد الجيش"، معتبراً أنه "لا يجوز لعشرة في المئة أن تأخذ البرلمان رهينة".
أضاف: "سألت كل الكتل النيابية إذا كانت تؤيد حصر السلاح أو لا، فكان الجواب أن حزب الله فقط ضد حصرية السلاح، أي أن نوابه الذين يمثلون 10% من النواب هم فقط الذين يرفضون. فهل يجوز لعشرة في المئة من الشعب اللبناني أن تأخذ التسعين في المئة رهينة لقرارات لا تريدها؟".