أشار مرجع سياسي إلى أن "وسط السعي الدولي إلى تحقيق السلام في المنطقة يجب التوقف عند لازمتين لا يمكن تجاوزهما، الأولى ان السلام لا يمكن ان يتحقق في المنطقة من دون الدخول من بوابته، وهي الساحة اللبنانية. وكما غاب الاستقرار عنها منذ اندلاع الحرب الأهلية في لبنان (1975-1990) قبل نحو نصف قرن، فإنه لا بد ان يبدأ منها. والثانية ان السلام والأمن في لبنان لا يمكن ان يفرضا بالقوة".
وأضاف المرجع "تعتبر الجهات الراعية لمسار الاستقرار في لبنان ان الاولوية هي لأمن الجنوب وحصرية السلاح بيد الجيش اللبناني، وقد تحقق ذلك بنسبة كبيرة، وما يعترضه هو استمرار الاحتلال الاسرائيلي".
وتابع: "في إطار تعزيز قيام الدولة، فإن تطبيع العلاقات بين لبنان وسورية قضية أساسية، ومن دونها فإن الاستقرار لن يدوم، وفرص انهياره تتعزز. ومن هنا، فإن خطوات كبيرة قد اتخذت في هذا المجال بعد محادثات ومفاوضات شاقة، وقد تم الاقتراب بشكل كبير من تسوية المسائل العالقة من بوابة الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية، ضمن الأطر القانونية التي تشكل المدخل الضروري لمعالجة كل الملفات وضبط الحدود بين البلدين، الأمر الذي يزيل كل التهديدات التي تبقى ذريعة لاستمرار السلاح من جهة، أو الخشية من تهريب الأسلحة إلى لبنان من جهة ثانية".