لفتت أوساط مطلعة في بيروت إلى أن بقاء حصْر السلاح بيد الدولة شعار معلّق على حوارٍ يملك حزب الله القفل والمفتاح فيه، مستفيداً من وقوع السلطات الرسمية اللبنانية "بين ناريْ" حربٍ أهليةٍ جاهرتْ بأنها لن تنجرّ إليها وحربٍ إسرائيلية تجْهد لتفادي تجدّدها بوتيرتها الشاملة، بات يطرح مخاطر أن تبقى البلاد على قارعة المتغيّرات المتدحرجة وهدْر فرصة عودته إلى قلْب الاهتمام العربي والخليجي خصوصاً عبر الإمعان في الاكتفاء بـ"سطور مكتوبة" فيما المطلوب خارجياً، ومن دون أي حاجة لـ"القراءة بين السطور" ترجماتٌ.
واعتبرت هذه الأوساط أن سوريا الجديدة بقيادة أحمد الشرع، والتي أمْسكتْ الرياض بيدها لإخراجها من تحت ركام الحرب والعزلة، أظهرْت أنها أسرع من لبنان في ملاقاة المجتمع الدولي ومتطلبات الانضواء تحت خيمة الشرق الجديد وهو ما أتاح لها الاستفادة من قرار أميركي فوق عادي برفْع العقوبات عنها، وسط انطباعٍ بأن الخارج أيضاً يستشعر بأن "تطبّع" سوريا مع التحولات أسْهل قياساً إلى "بلاد الأرز" التي لا تزال محكومةً بمعادلة: رفْض حزب الله تصديق أنه خسر بفعل الحرب الأخيرة، وعدم تصديق الدولة في لبنان أنها ربحت، وهو ما يفسّر إشارات تراجع الزخم الذي أحدثه رفْع العهد الجديد وحكومة سلام عنوان حصر السلاح بيد الدولة.