يُتوقع وفق الأجواء والمعطيات من المواكبين والمتابعين لمسار الأوضاع في لبنان والمنطقة، أن تشهد الساحة الداخلية حراكاً عربياً ودولياً باتجاه لبنان، فيما بات واضحاً أن الدور السعودي أضحى الأبرز بفعل الحراك الذي قام به في الآونة الأخيرة السفير الدكتور وليد البخاري ما يحتم بأن المملكة عادت بقوة الى لبنان وسجلت نقاطاً بالجملة على حزب الله، وكذلك على إيران التي كانت تتحكم بالمسار الداخلي وسيطرت على مفاصل البلد سياسياً وأمنياً واقتصادياً، ما جعله ينهار بشكل دراماتيكي بفعل سطوة حزب الله على مفاصل الدولة وأخذه الى الحضن الإيراني. الا أن ما جرى في الآونة الأخيرة من عودة الرياض الى بيروت وما قام به السفير البخاري فرمل دور حزب الله وخصوصاً خسارته المدوية في الانتخابات النيابية عبر سقوط رموز عهد الوصاية.في السياق، ثمة ترقّب للقاء قد يجمع الرئيس الأميركي جو بايدون بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إضافة الى إعادة التواصل والتنسيق بين المملكة وفرنسا، وكل ذلك سيكون له انعكاسات إيجابية على الاستحقاقات المقبلة ولا سيما انتخابات رئاسة الجمهورية وصولاً الى رفع منسوب الدعم السعودي – الفرنسي بعد إنشاء "الصندوق الإنساني"، ما يعني بالمحصلة أن لبنان خرج بشكل كبير من المحور الإيراني، على خلفية الانتخابات النيابية الأخيرة، وكذلك الدور السعودي المتنامي والإجماع العربي ولا سيما الخليجي ليعود لبنان كما عرفوه.
