تبدي أكثر من جهة سياسية مواكِبة لمسار الوضع الداخلي قلقها وهواجسها من عدم الاهتمام الدولي المطلوب بالملف اللبناني، والذي يصبّ باتجاه الحرب الروسية – الأوكرانية في ظل ما تشهده من تطورات دراماتيكية بالغة الدقة وخصوصاً ميدانياً، وسط تحوّلات تنبئ بأنّ هذه الحرب ذاهبة إلى ما هو أبعد بكثير جغرافياً وسياسياً وميدانياً واقتصادياً، ما يعني أنّ لبنان سيتلقّى التداعيات السلبية، وعلى هذه الخلفية فإنّ مرجعاً سياسياً يقول في مجالسه إنّ لبنان لأول مرة لم يشهد تعاطفاً أو مساعي دولية على حجم مأساته ومردّ ذلك الحرب الروسية- الأوكرانية، إضافةً إلى حالة الانقسام العمودي في لبنان، وصولاً إلى العامل الأبرز الكامن في فائض القوة لدى حزب الله من خلال الدعم الإيراني على كل الصعد، حيث إيران هي مَن يمسك بالورقة اللبنانية، وكانت زيارة وزير خارجيتها حسين عبد الأمير اللهيان الأخيرة وتحديداً لقاؤه أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وأمين عام حركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة منطلقاً من أجل تلقّي تعليمات للمرحلة المقبلة، ما يعني أنّ البلد ما زال اليوم قابعاً في غرفة العناية الفائقة، وربما الارتطام الكبير بات قريباً في حال لم يُنتخب الرئيس في أقرب وقت ممكن، نظراً إلى تمادي الانهيارات الاقتصادية والاجتماعية والخوف من حصول فوضى وإضرابات وزعزعة للاستقرار، ربطاً بهذا التدهور المريب على المستويات كافة والمخاوف الأمنية من خلال الفتن والأحداث المتنقّلة بين منطقة وأخرى.
