كأنه لم يكف لبنان ما تعرض له من مآس وحروب دفاعاً عن القضية الفلسطينية منذ الستينات وحتى اليوم، إذ يبدو أن هذه القضية وتردداتها، لا زالت تلقي بثقلها على كافة الأصعد، على المجتمع اللبناني. وخير دليل على هذا الكلام ما حصل أمام السفارة الأميركية في عوكر الأسبوع الفائت، حيث عمد بعض الشبان وعن قصد، إلى إحراق مؤسسات ومبان بعيدة مسافة كيلومتر عن مبنى السفارة الأميركية، ما تسبب بأضرار فادحة في ممتلكات اللبنانيين.
وبالأمس فإن المسيرات الدراجة التي انتهكت ليل أهالي بيروت عبر إطلاق الرصاص والشغب أمام بعض السفارات “الخالية”، قد تسببت أيضاً بأجواء من القلق والخشية لدى المواطنين في أكثر من منطقة.
وتطرح هذه الممارسات سؤالاً كبيراً حول ما إذا كان هؤلاء يساعدون أهالي غزة، من خلال ترويع مواطنين آمنين في منازلهم؟
قد يكون البلد الثاني بعد فلسطين الذي يتعرض لكل أهوال الحرب ويدفع أثمانًا باهظة جراء دعمه الشعب الفلسطيني فينا عدة دول في المنطقة ” استثمرت” هذه القضية ولا تزال.
وبالتالي، لا تجوز مكافأة اللبنانيين عبر استحضار مشاهد الفوضى والفلتان في الشارع .
