لبنان عقار جهنم

لبنان-تعلن-العثور-على-مواد-نووية-خطيرة-1 (1)

في خلال أيام معدودة، سُجلت سلسلة أحداث خطيرة في دلالاتها وتداعياتها، إن دلّت على شيء، فعلى درجة بلوغ الأوضاع حد التآكل الأخلاقي والوطني على حد سواء .ففي خلال يومين سُجلت بالتزامن الوقائع الآتية :

- إطلاق صاروخين من لبنان باتجاه إسرائيل وردّ إسرائيل بقصف على مناطق في قضاء صور.

- مأساة غرق ووفاة عشرات اللبنانيين في قارب الموت من طرابلس.

- إعتداء على وزير الطاقة جسدياً إحتجاجاً على ملف الكهرباء الذي بات عمره ثلاثين عاماً ومواجهات في القبة بين الجيش اللبناني وعدد من أبناء المنطقة .

ناس تهرب من موت "جهنم لبنان" لتموت في البحر وأرض سائبة في حدودها دون رقيب ولا حسيب.أين نحن من دولة بمقوماتها عشية إنتخابات يؤمل منها أن تُحدث ولو خرقاً ما في جدار الإهتراء والعفن السياسيَين الضاربَين فساداً وإنحلالاً مؤسساتياً؟الدولة شعب وأرض وسلطة، فأين نحن من شعب نخرته وأنهكته الأزمات وبات يموت تارة من الجوع والحرمان في جهنم هذه السلطة، وتارة من أمواج البحر وتجار التهريب غير الشرعي في قوارب متهالكة تقبض على أرواح الناس بعدما تقبض منها أثمان الهروب من لبنان الجهنمي، والأرض منتهكة وقد أضحت "عقاراً سائباً غير محكوم الا بمافيات السلاح غير الشرعي والفساد السلطوي المتغطرس .أما السلطة، فأية سلطة تلك التي تُهان بفعل فسادها وضيق صدور الناس منها وفحش مسؤوليها الكارهين الشعب بقدر كره الشعب لهم .أجل لبنان بات عقاراً سائباً تنشط فيه ملوثات حاكمة وأخلاقيات متدهورة وصدامات شعبية وهستيريا جماعية تطيح بالعقول والنفوس والجيوب .نعم، لا بد من إنتخابات ونحن من أشد الداعين والداعمين لإجرائها مبكرة منذ سنتين ولكن يحق لنا أن نسأل : إنتخابات لمن ؟ لأي وطن؟ لأي شعب وأرض لا بل في أية دولة ؟نفس الطبقة السياسية التي أوصلت البلاد الى المأساة ستُجدّد بشكل أو بآخر لنفسها، ومَن كان هو الأزمة بعينها لا يستطيع أن يكون هو الحل، فكيف ستكون المساكنة بين فاسدين ومجرمين وسياديين تحت قبة برلمان جديد؟بالأمس في البقاع، أُطلقت النار الترهيبية من ميليشيا إيران في لبنان على حرّ من أحرار الطائفة الشيعية الكريمة، الشيخ عباس الجوهري أثناء اجتماع إنتخابي لحملته، فكيف يمكن للأحرار أن يتكلموا وهم تحت التهديد؟والأدهى من كل هذا أن ينبري بعض الساسة من تلك الطبقة الفاسدة الحاكمة في استغلال مأساة الناس لأهداف إنتخابية وسياسية … فحتى مأساة الموت إسترخصت لديهم فأفقدوها حياءها وخشوعها .والأفظع أن قوى السلطة من حزب الله والعهد وحلفائهم والذين هم جميعاً أساس مأساة ضحايا الزورق يطالبون بالتحقيق في الحادثة وهم أنفسهم من مَن لا يزالوا يرفضون التحقيق في إنفجار المرفأ، كما هم ذاتهم الذين رفضوا المحكمة الدولية وأحكامها في اغتيال الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وقافلة شهداء السيادة….

فعلاً يللي استحوا ماتوا …ماذا فعلوا بهذا البلد ؟ ماذا ارتكبت أياديهم بحق شعب هذا البلد ؟ لقد حوّلوا لبنان من "قطعة سما" الى عقار جهنم، فالتاريخ ودماء الأبرياء لن ترحمهم .

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: