التقى مرجع روحي مجموعة من الزوار بينهم مسؤولين من قطاعات مختلفة رسمية ومدنية واجتماعية وذلك في مناسبة التهنئة في الأعياد وامتد اللقاء إلى أكثر من ساعتين استمع خلالها المرجع إلى هواجس الحاضرين والخشية على مستقبل المسيحيين في لبنان بعد اضمحلال وجودهم المشرقي إلى حدود الوجود الخالي من أي دور وفعالية في بلدانهم.
فطرح المرجع الروحي مقاربة أخرى لدور المسيحيين في لبنان وحرص الفاتيكان على هذا الدور انطلاقاً من تشبثهم بالقيم والمبادئ التي تقوم عليها الديانة المسيحية مع التشديد على مبدئية الوجود الراسخ والدور الفاعل وحمايتهما على صعيد لبنان والمنطقة والذي يشكّل لبنان مهد هذا الدور ومنبع هذا الوجود.
أضاف المرجع الروحي بأن تراجع الدور المسيحي في لبنان هو جزء من كلّ أكبر نتيجة تراجع دور لبنان في المنطقة بسبب سلبه حريته وسيادته وضرب مقوماته بذريعة “مقاومته” التي لا تعرف إلا السلاح لتحقيق مآربها أو حفظ وجودها حتى باتت المعادلة بأن لبنان الذي يريده معظم اللبنانيين ويتغنّون بدوره في العلم والمعرفة وعالم المال والأعمال والمدرسة والجامعة والمستشفى هو نقيض لبنان “السلاح” والقتال المتنقل والموت داخل الحدود وخارجها، وبالتالي فلا أمل بالتزاوج أو المساكنة بين المشروعين ومصير النموذجين هو الطلاق بين الزوجين أو هزيمة أحدهما وإعلان استسلامه.
نقل المرجع الروحي عن زواره من غير المسيحيين كلاماً يدعو المسيحيين لعدم الإستسلام كما لعدم الإنتحار لأن ذلك يعني العودة إلى زمن الوصاية السورية واستبدالها بالهيمنة الإيرانية التي على الرغم من انتشارها بشكل كبير في المؤسسات والدولة والشارع، إلا أنها لا تزال من دون تغطية شعبية تمنحها الشرعية، وبأن ما أخذته طهران بقوة السلاح والتهديد والإخضاع والإغتيال يمكن استرداده بقوة الشرعية بمنع حزب الله من الإمساك برئاسة الجمهورية والعمل على تعزيز موقع رئاسة الحكومة لاستعادة التوازن في السلطة وهذا من شأنه الحد من هيمنة إيران على السياسة اللبنانية داخلياً وخارجياً واستعادة دور لبنان في الداخل والخارج وليس فقط دور المسيحيين.
ختم المصدر بالاشارة الى اعتراف الجميع بأن الدور المسيحي في لبنان يمنحه ميزة تنافسية في مستقبل المنطقة التي دخلت عصر الإنفتاح وما النهضة التي تشهدها دول المنطقة الخالية من النفوذ الإيراني إلا دليل على ضرورة إبعاد شبح التخلّف عن لبنان لاستعادة دوره وتعزيز مكانته في المنطقة سياسياً، تاريخياً، ثقافياً وجغرافياً، أما لبنان كما هو الآن فلا شك أنه مصلحة إسرائيلية