مرّ قرار مجلس الوزراء القاضي بالترخيص لشركة "ستارلينك"، لتوفير خدمة الاتصال القمري بالإنترنت، على مضض بالنسبة الى حزب الله، الذي لم يخفِ خشيته وامتعاضه. فلماذا يخاف "الحزب" من هذا المشروع؟
عارض حزب الله التعاقد الرضائي مع شركة "ستارلينك" بشكل واضح عبر نائبه، رئيس لجنة الاتصالات النيابية إبراهيم الموسوي، الذي وصف الترخيص بالـ"تهريبة"، بحجة ضرب التنافس في السوق. هذا في الظاهر، أما ضمنياً فيبدو أن السبب الأمني هو الأقوى، ولم يخف الموسوي هذا الأمر، مستشهداً في أكثر من تصريح بالقلق الأمني الذي أثارته الجهات الأمنية المتخصّصة وإتاحة المجال لإسرائيل للتنصّت على لبنان.
في هذا السياق، أشار الخبير في التّحوّل الرّقميّ وأمن المعلومات رولان أبي نجم، عبر موقع mtv، الى أن "حزب الله يخشى من مشروع "ستارلينك" لأسباب عدة، لكن وزراء الثنائي الشيعي وافقوا على المشروع في مجلس الوزراء، باستثناء وزير الصحة الذي اعترض شكلياً على الموضوع".
وذكّر أبي نجم بأن "حزب الله كان يسيطر على كامل قطاع الاتصالات في لبنان الشرعي وغير الشرعي، وكان قادراً على الحصول على كل داتا الاتصالات وأي ملف يريده في هذا القطاع"، مضيفاً "هذا أمر واقع كان موجوداً في لبنان، كما سيطرة الحزب على البرّ والبحر والجو، وإدخال الأجهزة التي يريدها الى البلد، كما ادخال أجهزة "البيجرز" وامتلاك شبكة اتصالات غير شرعية، ما سمح له بالسيطرة على القطاع برمته".
وعقّب أبي نجم بالقول: "بدأ الحزب يشعر بأن قطاع الاتصالات يخرج عن سيطرته وإرادته. وبالتالي لن يتمكن من الوصول الى داتا الاتصالات لأي شركة أو مؤسسة تستخدم ستارلينك".
في المقابل، لفت أبي نجم إلى أن الشركات هي التي ستستخدم "ستارلينك" وليست مؤسسات الدولة، كما أن الشركة لن تكون خدمة الانترنت الوحيدة، وهي غير ملزمة. وعليه اعتبر أن خوف حزب الله غير مبرّر، ولا خطر على الأمن القومي كما يقول.
وأردف أبي نجم: "ستارلينك موجودة في أكثر من ١٤٠ بلد حول العالم، ولو كان هناك أي خطورة لما انتشرت في هذه الدول"، موضحاً أن "المستخدم سيكون في خطر بمجرّد الاتصال بشبكات الانترنت، بغض النظر عن مشغلها"، مذكّرا بتحذيرات الأمين العام السابق لحزب الله السيّد حسن نصرالله قبل اغتياله، وقبل الترخيص لستارلينك، ونداءاته المتكررة لعناصره لفصل الهواتف والانترنت والكاميرات لأن هذا هو العدو الحقيقي، وأي جهاز متصل بالانترنت من السهل اختراقه.
قلبت الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان المعادلة بالكامل، فالتفوّق العسكري لن يكفي من دون التفوّق التكنولوجي، وكانت عملية "البيجرز" أكبر دليل على صورة الحروب في المستقبل، كما الاغتيالات الدقيقة التي نفذّتها المسيّرات الاسرائيلية... وذلك كلّه حصل قبل "ستارلينك".
