منذ 31 تشرين الأول الماضي، وبعد نهاية عهد الرئيس السابق ميشال عون، ساد الساحة الداخلية هدوء مصطنع، خرقته سلسلة أخطاء مقصودة هي عبارة عن تسريبات صوتية ولقاءات مستغربة، تعمّد القيام بها رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، سواء في لبنان أو في فرنسا، وبهدفٍ وحيد وهو "إشغال" حليفه الأساسي برفع شعبيته، والإيحاء بأنه الشخصية المسيحية الأولى والقادرة على التحرّك داخلياً وخارجياً.لكن الحليف الوحيد لباسيل وهو "حزب الله"، لن يتأثر، كما تنقل مصادر سياسية عليمة، بكل محاولات رئيس "التيار الوطني"، للتعكير على رئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجية، فقراره شبه نهائي وهو دعم فرنجية، وبالتالي، فإن كل ما يقوم به باسيل، لن يصل إلى مستوى تهديد هذا الدعم، أو تعديل القرار الذي بات يتّجه نحو الحسم لدى فريق 8 آذار.ومن هنا، فإن المصادر العليمة، لم ترَ في سلسلة الهفوات الباسيلية، سوى مجرّد تعبئة للوقت الضائع، وبالتالي، فهي تصبّ في خانة خدمة حليفه الذي يعطّل الإنتخابات الرئاسية، وقد يفيده إلهاء القوى السياسية والساحة الداخلية والرأي العام، بالمنافسة الديمقراطية بين باسيل وفرنجية، ولو أن باسيل خرج عن الأصول لدى هجومه على فرنجية، في كلامه عنه خلال لقاء حزبي في باريس، خصوصاً عندما اعتبر أنه لا يحظى بـ"القدر والقيمة".
وعلى الرغم من أن فرنجية التزم بعدم الردّ على باسيل، وتولى نجله هذه المهمة، فإن أصداء هذا التعرّض لفرنجية، لم تتخطَّ مستوى القنبلة الصوتية التي لم تقدّم ولم تؤخّر في الموقف الثابت لفريق 8 آذار، وهو ترحيل الإستحقاق الرئاسي إلى حين نضوج الموقف الإقليمي والقرار الإيراني بإجراء الإنتخابات الرئاسية.