توالت التساؤلات حول ماهية موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط تجاه حزب الله والذي اعتبره بانه "خرب بيوت اللبنانيين" وبالتالي قال جنبلاط أنه نفذ صبري من هذا الحزب، ما يعني أنه انكسرت الجرة بينهما بعد مسار طويل من الأخذ والرد والصولات والجولات وتنظيم الخلافات على خلفية الحفاظ على أمن واستقرار الجبل.
أما عن الأسباب الكامنة خلف الموقف الجنبلاطي تؤكد مصادر متابعة لموقع "LebTalks" بأن جنبلاط أدرك خطورة الأزمة مع الخليج ولا سيما الخلاف مع المملكة العربية السعودية لما ينطوي عليه من مخاوف كبيرة لأن المملكة الداعم الأبرز للبنان في الاقتصاد والاستثمار بينما الخوف والهواجس التي دفعت جنبلاط إلى الإقدام على هذه المواقف، إنما القلق على اللبنانيين المنتشرين في السعودية والخليج والذين يشكلون الرافد الأبرز لأهلهم وذويهم والقلق من ترحيل البعض منهم وربما أكثر من ذلك لأن جنبلاط يرى أن هناك خفة سياسية من قبل الدبلوماسية اللبنانية وأنه يعلم أن حزب الله من يغطي هؤلاء إن كان على مستوى العهد أو التيار الوطني الحر وصولاً إلى وزارة الخارجية التي باتت في قبضة حزب الله.
وأخيراً فإن الموقف الجنبلاطي سيكون له وقعه من خلال تصعيد مرتقب من قبل حزب الله الذي سيشن الحملات على المختارة إضافة إلى أن جنبلاط وازن الوضع داخل طائفته بمعنى أن تبقى الأمور هادئة بمنأى عن الخلافات والتباينات السياسية مع الفريق الدرزي المقرب من حزب الله، لذا أن هذه المواقف ستشعل الساحة السياسية التي هي أصلاً في ذروة التصعيد والقلق والخوف من الأيام القادمة، عبر أجواء عن تصعيد سياسي وربما أكثر من ذلك بكثير.
