مؤشرات تعثّر اتفاق بكين بدءاً من" حقل الدرة"…فهل تُقرع طبول الحرب في الخليج العربي؟

WhatsApp-Image-2023-08-05-at-12.08.57-PM

تتداول مصادر ديبلوماسية إقليمية متابِعة لمعطيات ومعلومات متقاطعة تصبّ كلها في خانة توقّع غزو إيراني للكويت، على خلفية أزمة حقل الدرة النفطي والتي أثرّت سلباً على العلاقات السعودية- الإيرانية حتى الساعة، ووضعت مجمل اتفاق بكين أمام امتحان السقوط الكامل.
إيران مصمّمةٌ على ما يبدو على موقفها من إدعاء حصةٍ لها في الحقل المذكور، بينما كلا من السعودية الكويت، في موقف واحد موحّد، يرفضان رفضاً قاطعاً ومطلقاً أي حق تدّعيه طهران في هذا الحقل، وتعتبرانه حقلاً سعودياً كويتياً مئة بالمئة.
السؤال الذي يُطرح راهناً في أروقة القرار الإقليمي هو في مدى استعداد طهران للذهاب قدماً في موقفها ومطلبها من الحقل مهما كلّفها الأمر، حتى على حساب سقوط اتفاق بكين وإنهاء مسار تطبيع متعثّر أساساً ؟
الواضح أن مسألة الحقل قضية حياة أو موت لطهران، ويبدو أنها مستعدة للذهاب بعيداً في تثبيت حقها التي تدّعيه ولو بالحرب.
أزمة حقل الدرة تُثبت مرة أخرى سقوط التفاهمات السعودية- الإيرانية في بكين، وقد جمّدت الرياض فتح سفارتها في طهران التي افتتحها وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان منذ أسابيع، وبالتالي فإن أزمة الحقل ستكون المسبّب الرئيسي لسقوط التفاهمات والتسويات ولعودة التشنج الى العلاقات الإيرانية- السعودية والإيرانية- الخليجية.
اذا هاجمت إيران الكويت فتكون بصدد تكرار خطأ الرئيس العراقي السابق صدام حسين عام ١٩٩٠، وقد انتهى الغزو العراقي يومها بإنهاء النظام العراقي خصوصاً مع وقوف الرياض والتحالف الواسع الى جانب الكويت.
ملف حقل الدرة ليس مزحة يمكن تمريرها بل أزمة كبيرة وخطيرة جداً تُنذر بانفجار الصراع الإقليمي مجدّداً بين العرب وإيران، وبخاصة دول الخليج وإيران، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي استنفرت قواتها العسكرية والبحرية لصون حقوق المملكة والكويت في وجه أي اعتداء إيراني.
الخطورة في الموضوع أنه من السهل على إيران احتلال الكويت بالنظر لوجود حاضنة شيعية موالية لطهران في الكويت يحرّكها الحرس الثوري الإيراني، وباعتبار أن النظام الكويتي هشٌ وضعيف لا يقوى لوحده على مقاومة الغازي الإيراني،
لذا يصبح من المؤكد أن المملكة العربية السعودية، اذا ما هاجمت إيران الكويت لن تقف مكتوفة اليدين وسوف تتدخّل لمؤازرة الكويت، وبالتالي اندلاع مواجهة إقليمية.
ثمة معادلة عسكرية قد يعود اليها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مفادها أن أي صاروخ حوثي يُطلق بعد اليوم على أي منطقة أو موقع داخل المملكة سيواجه بردّ سعودي مزلزِل يصل الى الداخل الإيراني.
الى هذا الحد التوتر قائم حالياً في الخليج، والى هذا الحد يمكن أن يقع المحظور وتشتعل المنطقة.
التشنج الإيراني على أشدّه حيال جيرانها في المنطقة، ودول الخليج متوترة من تصرفات وإدعاءات إيران حول حقل الدرة.
الظروف قد تكون ملائمة لإيران لشنّ هجوم على الكويت، فالروس منشغلون في حرب أوكرانيا وتداعياتها والأميركيون والغرب منشغلين بروسيا والصين، فلم يبقَ أي مرجع دولي متفرّغ للوضع الإقليمي ولضبط إيران وتحركاتها.
الصين الضامنة لإيران في اتفاقها مع السعودية غير متفرّغة للضغط على طهران لأنها تحتاج اليها في نفطها، وبالتالي ليس من السهل على بكين إلزام إيران في هذه المرحلة من احتدام المواجهة الروسية- الأطلسية، ومن تورّط إيران الى جانب موسكو في حربها ضد أوكرانيا وتزويدها بالسلاح والصواريخ والمسيّرات.
حتى العراق مرشحٌ للوقوف الى جانب إيران في هجومها على الكويت، لأن ثمة حقداً عراقياً دفيناً وتاريخياً ضد الكويتيين عندما كان الرئيس صدام حسين يريد تحجيم الكويت، وقد غزاها تلك الغزوة التي عاد ودفع ثمنها من حكمه.
الرئيس صدام حسين اعتذر من الكويت والقيادات البعثية إعتبرت غزو صدام للكويت كارثة، فهل تكرّر إيران سيناريو صدام وتدفع ثمنه كما دفع صدام الثمن ؟
الأكيد أن التوتر الخليجي- الإيراني على أشدّه ومعه انتهت فعلياً اتفاقات وتفاهمات بكين وبالتالي فإن كل الاحتمالات مطروحة.
في بيروت فاجأت السفارة السعودية اللبنانيين بالأمس بالدعوة الموجّهة للرعايا السعوديين بترك لبنان في أسرع وقت، ما يعطي مؤشراً على تدهور الاتفاق الإيراني- السعودي وانتهاء أجواء التفاهمات والتسويات الإقليمية بالتزامن مع تجميد الانفتاح والتطبيع مع نظام الأسد في سوريا.
الأيام والأسابيع القليلة المقبلة كفيلة بتوضيح المسارات التي ستؤول اليها الأوضاع الإقليمية وبخاصة الخليجية، إلا أن الأجواء لا توحي بالتفاؤل …

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: