في حديث خاص لموقع LebTalks ، حذّر الكاتب والمحلّل السياسي جورج أبو صعب البعض من المغالين من ربط تطورات لبنان، ولا سيما الاستحقاق الرئاسي، باتفاقية استئناف العلاقات الديبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية في إيران،
معتبراً أن أولويات الرياض في هذه المرحلة حل الملف اليمني، وبدرجة ثانية الملف العراقي، وصولاً الى الاهتمام المركّز بالشأن اللبناني، فالشأن السوري في الختام، نظراً لارتباطات الملف السوري بأكثر من اعتبار أقليمي ودولي، وصولاً الى ذيول الحرب في أوكرانيا وتداعياتها.
وأكد ابو صعب أنه، وبحسب المعطيات الديبلوماسية التي يمتلكها من أكثر من مرجع أوروبي، فإن لبنان متروك لاتفاق اللبنانيين لا للتدخّل الخارجي المباشر، ما يعني أن على الأطراف الداخلية المعنية بالملف اللبناني واجب ملح باعتبار أن ما من طرف في لبنان خاسر أو رابح على حساب آخر فيما الخاسر الأكبر هو لبنان.
وأضاف: " من الخطأ ظنّ البعض من محور الممانعة أن الاتفاق السعودي- الإيراني يكسبه أوراقاً لأن لا الرياض استسلمت لطهران ولرؤيتها وسياساتها في المنطقة، ولا هي حلّت الى الآن ملفاتها الخلافية مع الجانب الإيراني، ومن هنا مهلة الشهرين لاختبار مدى تقيّد الإيرانيين بمضامين البيان المشترك، مذكّراّ بأن اتفاقية بكين هي في الحقيقة بيان مشترك موقّع من الأطراف السعودية والإيرانية والصينية، وليست اتفاق سلام أو اتفاق تسوية، وقد اعتاد بعض اللبنانيين على نظرية التسوية في كل شيء ويريدون إسقاطها على الملفات الخارجية ومنها الإقليمية خدمةً لرؤيتهم فيما الحقيقة خلاف ذلك، فالاتفاق لا يعني بالضرورة تسوية والتسوية لا تعني بالضرورة الاتفاق على كل شيء بينما اتفاقات السلام تعني الاتفاق على الملفات كافة، وهذا لا يزال بعيداً بين الرياض وطهران.
وتعليقاً على المغالين في إسقاط ما يحصل بين المملكة وإيران على الوضع اللبناني، واعتبار أن الهمّ الأول للطرفين الإقليميَين هو لبنان، إنتقد أبو صعب هؤلاء ناصحاً إياهم بالتركيز أكثر على العمل لإيجاد حلول داخلية لأزمات لبنان وانهياراته بدل التلهّي برسم أوهام ومحاولة ترجمة تمنيات الى حقائق.
السعوديون أفهمونا وأفهموا كل من يهمه الأمر على لسان وزير الخارجية فيصل بن فرحان أنه " على اللبنانيين تسوية أوضاعهم بدل المراهنة على تسويات إقليمية بين السعودية وإيران" .
إيران المقيدة بشروط حازمة جازمة ليس أقلها وقف التدخّل في شؤون دول المنطقة الداخلية واحترام سيادتها ووقف دعم الميليشيات هي التي ينبغي على أتباعها في محور الممانعة تلقّفها والعمل على تطبيقها، والا فسيكون النظام في طهران في مهب الرياح أمام راعيها وضامنها الوحيد: الصين.
وختم أبو صعب بالإشارة الى أن ورقة سليمان فرنجية للرئاسة لن تمرّ ، وإن كان من تأثير لاتفاقية بكين على لبنان والاستحقاق الرئاسي فهو في البحث عن مرشح ثالث أو ما يُعرف بالخيار الثالث.
