ماذا في جعبة القوات بعد؟

Doc-P-685241-637202136201541897

بقلم عماد حداد

تستمر القوات اللبنانية في إعلان ترشيح وإعادة ترشيح مرشحيها إلى الإنتخابات النيابية القادمة والعمل على خط مواز لنسج التحالفات التي بات مؤكداً منها التحالف مع الحزب التقدمي الإشتراكي وحزب الوطنيينالاحرار، في وقت تنصرف المنظومة إلى مناورات تتراوح بين التأكيد على إجراء الإنتخابات في موعدها والترويج لطرح تعديلات على قانون الإنتخابات من شأنها تأجيلها وصولاً للتشكيك بإمكانية تغيير الأكثرية وفي جميع الحالات التلويح بأن نتائج الإنتخابات لن تؤدي إلى تغيير موازين القوى مهما كانت النتائج.

على خط "قوى التغيير" فحدّث مع حَرَج عن الخلافات التي تعصف ما بين المجموعات وفي داخلها، ولا يكاد يتمّ الإعلان عن وحدة معركة هنا حتى تستفحل الشرذمة هناك على قاعدة "ما بني على باطل فهو باطل"، لوائح متعددة وقوى مشتتة وآمال متبددة بما لا يختلف عن المنظومة الحاكمة نهجاً وخلافاً على الحصص والأسماء مع فارق انعدام الخبرة السياسية لدى قوى التغيير الشبابية التي تجد نفسها متورطة في فخ الخديعة التي يمارسها بعض المخضرمين في تشكيل اللوائح المتوارثة أباً عن جد فتختلف حسابات حقل الثورة على بيدر الغلّة الإنتخابية فيستثمر الماكر في نضالات الثائر وينتصر المتموّل المتسوّل اللاهث خلف منصب على المبادئ وأصحابها ويعمّ اليأس وتنتشر الحيرة لدى الفئات الناخبة، إنها انتخابات التغيير في الحملة الإعلامية فحسب، إضاءة على لقاء هنا وتعتيم على فراق هناك.

هذا الواقع الأليم لدى قوى التغيير إنعكس لدى القوات اللبنانية ثباتاً وتقدّماً على محور الجهوزية، أضف إليه الحملات التي تتعرّض لها من المنظومة وبعض الشخصيات "الثورية" على حد سواء في محاولة لوقف اندفاعتها الشعبية العابرة للطوائف والمناطق وحرف الأنظار عن خلافات مجموعات الثورة، وهذا ما وضع القوات على رأس المعارضة بقصد أو بغير قصد وما نماذج الترشيحات العشرة حتى الآن التي قدّمتها سوى إصرار على خوض المعركة الإنتخابية متمسكة بثوابتها وجذورها بالتوازي مع حداثتها وكفاءتها، ومن الآن وحتى تفرغ كل ما في جعبتها الإنتخابية ستبقى القوات محط آمال الطامحين للتغيير ومحطة استهداف الطامعين.      

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: