تنشغل الأوساط السياسية منذ صباح الأمس بالأسئلة حول ما قصده رئيس الجمهورية ميشال عون ، عندما طلب من الإعلاميين الذين التقوه في بكركي، أن يلاقوه غداً الإثنين إلى قصر بعبدا.وأكثر من تحليل قد سجل في هذا المجال لجهة ميل رئيس الجمهورية إلى رفع منسوب المواجهة الدائرة مع الثنائي الشيعي وبالتالي مع الرئاسة الثانية ورئيس مجلس النواب نبيه بري.مصادر سياسية مطلعة كشفت لموقعنا أن عملية خلط أوراق واسعة النطاق قد انطلقت في كواليس العهد و”التيار الوطني الحر”، وهي تشمل مراجعة كل ما مرت به العلاقة مع الحليف الأساسي أي “حزب الله”، منذ العام ٢٠٠٦ إلى اليوم، وسيتم بنتيجتها، تحديد إطار التفاهم الجديد والذي هو حتمي بين الطرفين على حد قول الأوساط.لكن أبرز بنود المرحلة الجديدة، كما تلاحظ المصادر ، فهو تسمية الأشياء بأسمائها في العلن وعبر الإعلام، وذلك بالنسبة لاستعادة ما خسره التيار بعد قرار المجلس الدستوري الأخير الذي شكل ضربةً قاسية له في شارعه المسيحي ، بالإضافة إلى وضع إطار لأي تجديد للتفاهم السابق، يأخذ في الإعتبار كل طروحات التيار المتعلقة بملفي الإدارة والتعيينات من جهة والإستحقاق الإنتخابي النيابي من جهة أخرى.وتستبعد المصادر أن يكون التصعيد باتجاه الحزب هو العنوان، موضحةً أن أي “هجوم” يبقى مرتبطاً بحسابات الربح والخسارة لدى طرفي التفاهم المقبل، لأن الحزب متمسك بالعلاقة مع شريكه خصوصاً في اللحظة الداخلية الدقيقة، كما أن التيار قد بات من دون حلفاء حقيقيين على الساحة الداخلية كما الخارجية، على الرغم من كل ما يتردد عن مواجهة منفردة يستعد لها.ولذا لا تتوقع المصادر أن تظهر أية مؤشرات جدية في الساعات المقبلة بانتظار جلاء حركة الوسطاء التي انطلقت على خط حارة حريك- ميرنا الشالوحي .
