ماذا يجري في طرابلس وماذا يُخطط لها؟

ماذا يجري في طرابلس وماذا يُخطط لها؟

لم يكن غريباً أن ينفجر الوضع فجأة في عاصمة الشمال طرابلس. كيف لا والفقر المستشري في هذه المدينة لم يعد له وصف ولا يمكن الحد منه، إذ لم يبقَ أمام الطرابلسيين سوى الخروج الى الشارع للتعبير عن غضبهم وجوعهم، هذا فضلاً عن الشحن الطائفي الذي مارسه بعض مَن يدعي القيادة في المنطقة ضد أحزاب أخرى متهمين إياها بالعبث بأمن المدينة.
غير أن ما حدث في اليومين الماضيين في المدينة بدأ ينذر بأكثر من إحتجاجات وأكبر من غضب على عدم القدرة على تأمين لقمة العيش، فالظهور المسلح في المدينة والعبث بالأمن جعلاها ساحة مفتوحة على كل الإحتمالات، لا سيما بعد الحديث عن انسحاب الجيش من المدينة وتركها لقمة سائغة في فم كل مَن يريد إشعال الفتنة في لبنان.
فبحسب المعلومات المتوافرة، بدأ الظهور المسلح ينتشر في شوارع المدينة، في التل والقبة والحارة البرّانية والريفا، حيث يتم إقفال المحال التجارية بالقوة، على وقع الحديث أن أحد أطفال المدينة توفي من جراء انقطاع الأوكسيجين عنه، ما خلق نوعاً من البلبلة والغضب في الشارع الطرابلسي، وقد عمد عدد من الشبان الغاضبين الى إقفال مداخل المدينة احتجاجاً.
وعلى الرغم من أن وفاة الطفل لم تؤكد، إنما جرى الحديث عن نقله الى أحد المستشفيات في المنطقة لتلقي العلاج، إلاّ أن ما بدأ ينذر بكارثة في المدينة هو انسحاب الجيش من الشوارع والأزقة خوفاً من أي مواجهة محتملة مع الأهالي.
هذه الاحداث المرّة تتسارع بقوة على وقع نقمة شعبية وأزمة إقتصادية وإجتماعية كبيرة قد تكون الشرارة الأولى لإنفجار إجتماعي حذر منه وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي منذ زمن، في الوقت الذي تتلهى فيه القوى السياسية بالمناكفات غير مدركة ربما عن قصد خطورة ما يجري.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: