على قاعدة " ساعِد نفسك تساعدك السماء"، يبدو جلياً أن لبنان بات يصارع وحيداً من أجل كبح جماح الإرتطام المتوقع اذا استمرت الأمور على ما هي عليه، مع إنكفاء لافت "للأم الحنون" أي فرنسا عن الاستحقاقات اللبنانية الداهمة، بدءاً بعدم اقتراحها إسماً لرئاسة الحكومة كما حصل في السابق عندما اقترحت إسم سفير لبنان لدى ألمانيا مصطفى أديب، ثم الرئيس نجيب ميقاتي، مروراً بغض الطرف عن سعي باريس لعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان، ووصولاً الى شطب لبنان في المدى المنظور عن جدول الزيارات التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فلماذا تغيب أو تتغيّب فرنسا عن الساحة اللبنانية وعن تفاصيل الملفات الملحّة والإستحقاقات المحلية الأساسية؟
في الواقع، يمكن الأشارة الى أن هذا الإنكفاء أعقب نشاطاً بارزاً للدبلوماسية الفرنسية بدأ بالتراجع تدريجياً منذ شباط الماضي مع إنشغال دول العالم ومنها فرنسا بالأزمة الأوكرانية- الروسية التي غاب مع " عَصفها" لبنان عن المسرح الدولي، مع الإشارة الى أن الإليزيه تكاد تكون الوحيدة التي تبدي اهتماماً ببيروت، وإن بوتيرة أقل لناحية الضغط باتجاه الإسراع في تأليف حكومة وعدم ترك البلاد رهينة الفراغ المرتقب.
يبدو أن باريس لن تتدخل هذه المرة على خط رئاسة الحكومة، لا تأليفاً ولا إنعاشاً ولا تعويماً ولا تمديداً بشكل ما للحكومة الحالية، في الوقت الذي ينشغل فيه الرئيس ماكرون بالانتخابات التشريعية الفرنسية أولاً، وبالتحديات على المستوى الأوروبي ثانياً مع ترؤسه للإتحاد الأوروبي راهناً…" ويا لبناني دبّر راسك".
