متاجرة نظام الملالي بالقضية الفلسطينية وحرب غزّة…إيران تقبضُ الأثمان والعرب يلبسون الأكفان!!

11-19-2023-الدمار-في-غزة

لا يزال النظام الإيراني يُمعِن عبثاً واستثماراً في الإرهاب، واستغلالاً لشعارات كبيرة كقضية فلسطين والقدس، والقرصنة الحوثية في الممرّات المائية لتحقيق المزيد من المكاسب له غير آبهٍ ﻻ بفلسطين ولا بالقدس ولا بغزّة …

إيران تبحثُ عن مساومة لا مقاومة في المنطقة

في ظلِّ المعطيات الميدانية، ومع ازدياد مأساة غزّة يوماً بعد يوم وأوجاع ومعاناة المدنيين، عادت مسألة القرصنة الحوثية في البحر الأحمر الى الواجهة،
وفي العلومات أن الولايات المتحدة الأميركية شرعت مؤخراً في مفاوضات غير مباشرة مع الإيرانيين لإيقاف الهجمات الحوثية، الأمر الذي أوصل الإيرانيين الى ما يريدونه أﻻ وهو : التفاوضُ مع الأميركيين حول مكاسب ومصالح النظام الإراني، إذ إن الغاية والهدف من تحرّك طهران لميليشياتها في المنطقة، وفي طليعتهم الحوثيين في الممرّات المائية ولا سيما في باب المندب والبحر الأحمر، هو البحث عن مساومة لا مقاومة، وقد استخدمت ورقة قطاع غزّة والعدوان الإسرائيلي على المدنيين كي تجني لنفسها تحسيناً لشروط التفاوض مع الجانب الأميركي، وقد طالبت طهران الأميركيين مقابل إيقافها الهجمات على السفن من قبل الحوثيين ليس إيقاف الحرب في غزّة ولا وقف إطلاق النار ولا إنقاذ الشعب الغزّاوي من آتون الموت والجوع والإبادة ولا توقّف الأميركيين عن دعم إسرائيل في حربها على القطاع، بل هي طالبت بثلاثة أمور :

  • أولاً: رفعُ كامل العقوبات عن إيران لا سيما اﻻقتصادية منها كي توقِف قرصنتها في البحر الأحمر وباب المندب.
  • ثانياً: رفعُ إسم الحرس الثوري الإيراني عن لائحة الإرهاب الأميركية. 
  • ثالثاً: الإفراج عن 22 مليار دولار لإيران مجمّدة ومحتجزة في المصارف الأوروبية والبنك المركزي الياباني.

تبلورُ كذبة إيران الكبيرة حول تسليح حماس والجهاد الإسلامي

آخرُ هموم النظام الإيراني حرب غزّة وإبادة الشعب الغزّاوي ودماء أطفال غزّة، لأن طهران في الحقيقة لا تسعى إلا الى المتاجرة والبيع والشراء على دماء الفلسطينيين والعرب،
فأين النظام الإيراني من تحرير القدس!؟
وأين النظام الإيراني من مقاومة إسرائيل ؟!
وأين النظام الإيراني من دعم وتعزيز غزّة والشعب الفلسطيني في وجه أعتى الآلات العسكرية التدميرية ؟
وأين دعم إيران للمقاومة في فلسطين، وقد تبيّنت الكذبة الكبيرة المتعلّقة بتسليح إيران لحماس والجهاد الإسلامي، فيما الحقيقة أن التسليح يُعزى لنظام الرئيس المصري الراحل حسني مبارك لا للنظام الإيراني … لا لشيء سوى لأن المنظمات “السنّية “، ولو المتحالِفة مع إيران والمرتهَنة لأجنداتها في المنطقة ولا سيما في فلسطين، لا يحقُّ لها أن تتلقّى السلاح الإيراني النوعي الذي يملكه مثلاً حزب الله في لبنان أو الحوثيون في اليمن أو الحشد الشعبي في العراق …

طهران تريد تحرير القدس بإزهاق أرواح العرب

إيران، ومنذ زرع نظام الخُميني في المنطقة، لم يكن يوماً مشروعها مقاتلة إسرائيل ولا محوها من الوجود بل كان جلّ اهتمامها منصبّاً على مقاتلة العرب وزعزعة أمن واستقرار دول المنطقة ومقاتلة العرب بالعرب والمسلمين السنّة بالمسلمين السنّة أنفسهم، مُسخِّرةً بعض العرب من توابع إيران ضد العرب المسالمين والمنتظمين في دولهم …فهل هي مصادفة أن ﻻ يكون هناك إيراني واحد قد سقطَ في فلسطين المحتلّة؟ 
وهل هي مصادفة أن لا تكون إيران قد تدخّلت في حرب غزة عسكرياً لمقاتلة إسرائيل ورميها في البحر خلال دقائق؟
هل هي مصادفةٌ أن لا تكون طهران قد أطلقت ولو صاروخاً واحداً باتجاه إسرائيل دعماً لغزّة ونُصرةً للشعب الغزّاوي الذي يُذبح ؟
إيران كانت ولا تزال تقاتل إسرائيل بالعرب، وتتحدّثُ عن تحرير القدس بإزهاق أرواح العرب …
فالإسرائيلي معتدٍ وهو عدوٌ وخصمٌ متوحّش ومحتلّ  … لا خلاف ولا نقاش في ذلك، لكن أيضاً وأيضاً يجب أن ﻻ يغيب عن بالنا أن الإيراني لا يريد مواجهة إسرائيل ولا يريد مقاتلتها، بل جُلّ ما يريده المفاوضة والمساومة لتأمين مصالحها على حساب اللبناني والسوري والعراقي واليمني … 

إيران شريكٌ مضاربٌ في المتاجرة بالقضية الفلسطينية

إيران شريكٌ مضاربٌ بالأرباح لا بالخسائر : فالخسائر والأضرار على شعوب دول المنطقة، أما الأرباح فلها .. ولها وحدها …
والتفاوضُ بين الأميركيين والإيرانيين جارٍ على قدمٍ وساق، وعلى أعلى المستويات على نار غزّة ودماء الشعوب العربية في المنطقة، وعلى حسابها كما في لبنان .. فإيران تقبضُ الأثمان والعرب يلبسون الأكفان تأميناً لمصالحها … وهي لا تقاوم ولا تتورّط لأن المهم بالنسبة اليها هو بيع القضية الفلسطينية وقبض الثمن … لكن لن يطول الوقت كثيراً كي تنفضح في وضح النهار حقيقة اﻻستراتيجية الإيرانية في المنطقة وحقيقة متاجرة إيران بقضايانا ودماء شعوب المنطقة، وفي طليعتها فلسطين ولبنان …

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: