أشار وزير الإعلام بول مرقص في حديثٍ على هامش استقباله المهنئين بعد ظهر اليوم الأحد، إلى أنّ أولى الخطوات التي سيقوم بها بعد تسلّمه مهماته هي الإصغاء إلى من سبقه من الوزراء المتعاقبين ومن أصحاب الخبرات الإعلامية الذين خاضوا التجارب “للاتعاظ من إخفاقاتهم والاستفادة من نجاحاتهم والمراكمة عليها والانطلاق منها والسعي لإغنائها وتعديلها، عوض الانطلاق من الصفر”.
وأشار إلى أنّ “بعض الممارسات الوزارية كانت تقضي بأن يعيد كل وزير دراسة وزارته فيستغرق ذلك شهوراً عديدة حتى يتعرف إلى شؤونها ويعيد صياغة خطة ذاتية له ويشرع في تنفيذها، وما إن يضعها موضع التنفيذ حتى تتبدل الحكومة ويتغير الوزراء ونعود إلى نقطة الصفر. المطلوب اليوم أن نبني على الخبرات السابقة ونصحح إذ يقتضي الأمر، ونستجمع ونراكم حتى نستخلص خريطة طريق غير إنشائية تتعلق بما هو جدير بالإلغاء أو التعديل، إضافةً أو حذفاً”.
وأوضح أنّ “الانطلاق سيكون على أربعة مستويات: الأول هو إعادة تنظيم الوزارة والتفكر في دورها المستقبلي سواء نحو إلغائها أو تعديل مهماتها وتسميتها ومضمونها، أو إعادة النظر في بعض هيكليتها”، لافتاً إلى أنّ “المستوى الثاني يتعلّق بإطلاق تلفزيون لبنان من جديد وفق حلة حديثة شكلاً ومضموناً، والسعي إلى التوأمة، واستجلاب الدعم الدولي له من مؤسسات إعلامية كبرى ومن مراكز تمويل أممية او دولية كي ينهض هو وإذاعة لبنان بأفضل حال”.
ولفت إلى أنّ “المستوى الثالث يُعنى بمراجعة مشروع قانون الإعلام المرئي والمسموع من النقطة التي وصل إليها في اللجنة الفرعية بمجلس النواب، فإمّا أن نعود باقتراح آخر وإمّا أن نعطي ما لدينا من ملاحظات على الاقتراح الحالي إذا اقتضى الأمر”.
وشدّد على أنّ “المستوى الرابع يتصل بالحريات الإعلامية لناحية تنظيمها إذ يستفيد منها فعلاً من يمتهن الصحافة والإعلام، ويمارسها على نحو صحيح ومحترف، وليس من يتوسل الشتيمة على وسائل التواصل الاجتماعي”.
وتابع: “إضافةً الى ما سبق، هناك مستويات أخرى يجب العمل عليها، وعندما أقول مستويات فلا يعني ذلك تدرجاً في العمل، وإنما توازياً بينها كلها”.
وردّاً على سؤال عما يعد به العنصر البشري في الوزارة، قال: “هذا يندرج في المستوى الأول، ولن أغوص فيه الآن، وهو يتعلق بدور الوزارة وكوادرها الإدارية والبشرية، وهذا كله يحتاج إلى دراسة قبل الإجابة”.
وأوضح أنّه “لديّ انطباعات كثيرة مكونة سابقاً عن وزارة الإعلام أريد التدقيق فيها. فأنا لست غريباً عن الإعلام ولا عن الوزارة، وعلى سبيل المثال، فقد راجعت مشروع القانون الذي كان تقدم به الوزير السابق زياد مكاري، وأبديت بناءً على طلبه آنذاك بعض الملاحظات على النص، إضافةً الى عملي مستشاراً في اللجان النيابية، إذ اطلعت على كثير من النصوص. إلى ذلك، راجعت بعض النصوص المتعلقة بتنظيم وسائل التواصل الاجتماعي، ويحسُن اليوم إعادة النظر في ما إذا كان هناك من إضافة او إغناء أو تصويب يمكن إدخاله على النصوص من أجل التطوير”.
وختم مرقص بتوجيه كلمة شكر لسلفه مكاري “على كل جهوده طوال المرحلة السابقة”.