كشف وزير دفاع الكيان الإسرائيلي يوآف غالانت عن قيام إيران بإنشاء مطار عسكري عبر “حزب الله” في جنوب لبنان، وذلك خلال “مؤتمر السياسات المناهضة للإرهاب” المنعقد في جامعة رايخمان في هرتسليا.
وعرض غالانت صوراً جوية لما قال إنه مطار بنته إيران بهدف تحقيق “أهداف إرهابية” ضد الكيان.
وفي تعليق حول هذا الإعلان، اعتبر المحلل السياسي و الكاتب الصحفي طوني بولس عبر LebTalks أن “إيران تحاول أن تثبت أن لبنان هو قاعدة عسكرية متقدمة في الشرق المتوسط، فهي تعتبر أنه بعدما هيمنت وسيطرت على كل شي، وبعدما بات لديها مطار مدني بفعل هيمنة حزب الله عليه، تريد مطاراً عسكرياً ليتم استخدامه ضد الشعب اللبناني بالدرجة الأولى”.
ووفق بولس فإن “هذا المطار لا يهدد إسرائيل لإنه تحت مرمى النيران الإسرائيلية في جنوب لبنان ويقع على مسافة غير بعيدة عن الحدود، وبالتالي هذا يُثبّت التطبيع بين حزب الله وإسرائيل وارتياح إسرائيل للوضع العسكري، خاصة مع بدء نشاط الحفر والتنقيب عن النفط والغاز بالبحر”.
إلا أن بولس وجد أن “هذا المطار يهدد الأمن القومي للبنان، ففي هذه المنطقة تحديدا قُتل الطيار سامر حنا ومُنعت طائرته من الهبوط، وبالتالي فحزب الله يقول إن كل ما هو تابع للدولة اللبنانية هو منبوذ، ويُذلّ الجيش اللبناني، ويحتقر المؤسسات وفي كل مرة يؤكّد أنه فوق كل الأمور التابعة للدولة اللبنانية”. وأكد أن “المطار بأي مكان في العالم هو قرار سيادي إنما الحزب اليوم يصادر هذا القرار، ما يعني أن حزب الله لا يترك أي انتهاك وارتكاب وإذلال بحق الدولة اللبنانية والمؤسسات إلا ويقوم به”.
من هذا المنطلق يقول بولس إن هذا المطار يُعَد “تعدٍّياً جديداً وصارخاً على السيادة اللبنانية، ولو كان في الدولة اللبنانية قضاء وسلطة كان يجب اتخاذ إجراءات مناسبة لأنه لا يجوز أن يقرر حزب ما في لبنان في مواضيع تخص الدولة، فبينما يحاول اللبنانيون اليوم أن يكون لديهم مطار مدني ثانٍ في لبنان، حزب الله يعارض ويضع فيتو على هذا الموضوع، وعلى المقلب الآخر هو يبني المطارات العسكرية ويسيطر على المطار المدني الوحيد في البلد إضافة إلى البنى التحتية والمصارف ودولته الخاصة، كأن لا وجود لشيء إسمه دولة لبنانية، وهذا أمر خطير جدا إذ إن حزب الله يتهم الآخرين بالتقسيم، علما أنه بات حركة انفصالية كما هو واضح، ويتهم الآخرين بالتقسيم عبر الفدرالية وواضح أنه بات لديه الكانتون الخاص به وفدراليته الخاصة”.
وفي المقابل تشير معلومات حصل عليها موقع LebTalks إلى أن إثارت موضوع المطار العسكري في الجنوب في هذا التوقيت يقع في خضم الصراع السياسي والعسكري بين الطرفين، وهذا ما يحصل منذ فترة خصوصا بعد تصريح مسؤول اسرائيلي بإعلان تهديد إعادة لبنان إلى العصر الحجري، وردود حزب الله عليها ما يعني بحسب المصادر أن “هذه بروباغاندا سياسية وعسكرية تجري منذ سنوات طويلة، إنما في للواقع وعلى الأرض ليست هناك أي دليل على وجود مطار عسكري بمواصفات المذارات العسكرية في سائر الدول إنما مساحات تنطلق منها الطائرات، ولكن يبقى السؤال المطروح هو هل تسعى إسرائيل من خلال هذا الزعم لأن تحرّك المجتمع الدولي ضد حزب الله أو اتخاذ هذا الأمر كذريعة لضربة عسكرية ما كما حصل في حرب تموز أو محطة الثمانينيات عندما اجتاحت اسرائيل لبنان على خلفية مقتل سفيرها في لندن؟”.
إذا بين الآراء المتضاربة وغياب الدلائل لا سيّما غياب قدرة الدولة على كشف ما مدى صحة هذا الأمر، يبقى الأكيد أن لحزب الله اليد الطولى أمنيا وعسكريا وسياسيا في إدارة لبنان في ظل هيمنته الكبرى على كافة القرارات في ما يُسمّى “الدولة اللبنانية”، وما يحصل يؤكد أن لبنان ما زال ساحة ومنصة تتلقّف التهديدات في الصراع العربي – الإسرائيلي وهذا يعني أن الموضوع يتخطّى دور الدولة اللبنانية في هذه المرحلة خصوصا!ل