من بيروت إلى قطر مكانك راوح في السياسة والأمن والإقتصاد وعلى صعيد سائر الملفات الخلافية وما أكثرها. في السياق ومن خلال المواكبة والمتابعة لما يجري على الأرض، فإن رئيس الجمهورية ميشال عون كما ذهب إلى الدوحة عاد صفر اليدين على صعيد الأزمة اللبنانية السعودية، وحيث سمع كلاماً بما معناه لا مجال لأي خرق طالما الوضع في لبنان على ما هو عليه وتحديداً استمرار حزب الله في سطوته على مفاصل الدولة اللبنانية وأيضاً حملاته القائمة على المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، وهنا وعبر ما يقال في المجالس السياسية وكذلك في الدواوين الخليجية، بأن لبنان لم يتبدل ولم يتغير منذ ما قبل الطائف وما بعده على صعيد الفراغ والشلل الحكومي قبل أي استحقاقات دستورية وتوقف عجلة الحياة السياسية والإقتصادية، ناهيك إلى أن الأمن مكشوف وهنا حدث ولا حرج.
وبالمتابعة المستمرة لمجريات الأوضاع داخلياً وخارجياً ثمة أجواء مستقاة من أكثر من جهة تؤشر إلى أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بدأ وعلى طريقة من سبقه من خلال عقد مجالس وزارية مصغرة نظراً لإستحالة إلتئام الحكومة المشغولة والمنقسمة، في وقت عاد استنساخ ما جرى في حقبة الثمانينات على صعيد المراسيم الجوالة والتي اتبعت إبان عهد الرئيس أمين الجميل وهذا ما بدأ يحصل اليوم من أجل توقيع بعض الإتفاقات وسواها، ولكن لا صوت يعلو على صوت معركة رئاسة الجمهورية بعد كلام الرئيس ميشال عون من قطر ومن بيروت على الرغم من أن الإنتخابات النيابية على الأبواب وستسبق الإستحقاق الرئاسي.
ويبقى هنا إشارة وتذكير بأن لبنان وقبيل أي استحقاقات تتوقف كل دورة الدولة وبكافة مؤسساتها تفرغاً للإستحقاقات وتصفية الحسابات فكيف في مثل هذه الظروف حيث الأمور ذاهبة ليس إلى الإرتطام الكبير فحسب إنما إلى الدمار الشامل.
