تنصح أوساط سياسية واسعة الإطلاع القيادات والأحزاب السياسية المسيحية إلى التنبّه من الإنجرار إلى أية عمليات تصويب على المؤسّسة العسكرية على خلفية مقاربة زيارة قائد الجيش العماد جوزيف عون إلى فرنسا، واللقاءات غير”البروتوكولية” التي سُجّلت على هامشها، وأبرزها الإجتماع بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وتؤكد هذه الأوساط، أن الزيارة المذكورة، تأتي في سياق الحصول على دعم فرنسي للجيش اللبناني، كما هي الحال بالنسبة لزيارة قائد الجيش التي ستحصل بعد شهرين إلى الولايات المتحدة الأميركية، وذلك، في ضوء تأمين أولويات المؤسّسة العسكرية في اللحظة اللبنانية الدقيقة إجتماعياً ومالياً وصحياً ومعيشياً، والتي ستؤدي إلى تداعيات خطيرة على المستوى الأمني، ما يستوجب عملاً أمنياً دقيقاً وتنفيذ مهمات في المناطق كافة من أجل الحفاظ على الأمن. ولكي يستمر الجيش في مهامه، من الضروري، كما تقول الأوساط، أن لا يفتقد إلى كل الأدوات اللوجستية الخاصة به، والتي بدأ يفتقدها في ظل الأزمة المالية الحادة.
ومن هنا، من الواجب عدم تحميل زيارة قائد الجيش إلى فرنسا أكثر من حجمها، خصوصاً وأن الرئيس ماكرون، لا يريد فتح معركة رئاسية في لبنان، بل هو يركّز فقط على تقديم كل الدعم والتأييد للمؤسّسة العسكرية من أجل أن تتمكّن من القيام بدورها في المرحلة المقبلة، وذلك انطلاقاً من قناعة بدأت تتكرّس لدى باريس، كما لدى سائر عواصم القرار العربية والغربية، بأن المسؤولين السياسيين الذين أحبطوا مبادرة ماكرون لن يتمكّنوا من إنتاج أية حلول تؤدي إلى تجنيب لبنان كأس الإنهيار، كذلك، فإن باريس تدرك أنه من المبكر الإتكال على المجتمع المدني، وعلى الحراك الشعبي، بسبب الإنقسام في صفوفه.
ولذا، فإن الحرص على إبقاء سقفٍ حامٍ فوق رؤوس اللبنانيين من قبل المجتمع الدولي هو الدافع الوحيد أمام الإهتمام الفرنسي بالجيش، والذي يمهّد لاهتمام دولي في المرحلة المقبلة، حيث الفوضى هي العنوان.