تعليقا على اللغط الحاصل بموضوع موقف لبنان من حرب اوكرانيا وعدم تأييده للعملية العسكرية الروسية وما تردد عن عتب الصديق الروسي ازاء هذا القرار وما يتبين من وقوف حزب الله ومحور الممانعة الايراني الاسدي الى جانب موسكو يهمنا التوقف عند الملاحظات التالية :اًولا : وبغض النظر عن مبررات ومواقف موسكو من اوكرانيا الا اننا كلبنانيين سياديين لا نستطيع الا رفض اي شكل من اشكال الاحتلالات والاجتياحات من بلد سيد ومستقل على بلد اخر سيد ومستقل . فلبنان الذي عانى ما عاناه ولا يزال من احتلالات واجتياحات لا يمكنه الا الوقوف الى جانب اي بلد سيد ومستقل يعتدى عليه من قبل اية دولة اخرى على الكوكب سواء كانت شقيقة او صديقة او عدوة .فلا يمكننا ان نقبل لسوانا ما نرفضه لانفسنا .ثانيا : اذا كان للاصدقاء الروس تفسيرهم الخاص حول اصل نشأة اوكرانيا وتاريخها فاننا لسنا مضطرين كلبنانيين لاعتماد نفس النظرة ونفس التفسير . فبالنسبة للبنان اوكرانيا دولة سيدة حرة مستقلة معترف بها دوليا وفقا لشرائع الامم المتحدة والقانون الدولي . وبالتالي نعتبر اوكرانيا متمتعة بسيادتها التي لا يحق لاي بلد اخر مهما كان خرقها .ثالثا : لمحور حزب الله المؤيد لغزو اوكرانيا والمصطف الى جانب موسكو نسأل : اذا صحت مزاعمكم وادعاءاتكم - ونحن نعلم انها ليست صحيحة - بانكم حركة مقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين والقدس والاراضي العربية المحتلة او ليس مفترض بكم الوقوف الى جانب الدول والشعوب المقاومة والمحتلة بدل تأييد المحتل والمعتدي ؟ فاذا كانت موسكو تعتبر تاريخيا ان لا وجود لاوكرانيا وبانها صنيعة الاتحاد السوفياتي تاريخيا ووليدة تاريخ قديم ضارب في الماضي البعيد وانتم تقبلون بهذا المنطق والتفسير الا يفترض بكم اذا ان تقبلوا بمنطق المحتل الاسرائيلي وتفسيره من ان القدس وفلسطين ارض الميعاد لشعب اسرائيل منذ النبي موسى وقبل المسيحية والاسلام حيث لم يكن ثمة وجود لا لشيء اسمه فلسطين ولا لمقدسات اسلامية ومسيحية ؟ نفهم تماهي القوى الانفصالية عن دولها وتضامنها وحزب الله وحلفائه هم الانفصاليين اللبنانيين عن الدولة اللبنانية بحجة المقاومة الواهية .
لذا فان المصداقية والصدق في المواقف اسس السياسات المحترمة والدولة اللبنانية في بيان خارجيتها وان بدت خجولة في التعبير عن رفضها غزو اوكرانيا الا انها ما زالت مقصرة في وضوح موقفها .
واخيرا الا يكفينا في لبنان الكم الهائل من المشاكل والتعقيدات والازمات كي ننخرط في ازمات الغير ونجعلها مواضيع تزيد في انقسامنا . حقا كم اصبح لبنان في مهب الازمات والاحداث الخارجية .