في الوقت الذي يبحث فيه اللبنانيون عن فسحة أمل تقيهم خطر الأزمات الكثيرة التي تضرب بطول البلد وعرضها، يبدو في المشهد السوداوي هذا أناس يسعون إلى مدّ يد العون إلى أخيهم الإنسان، والسيدة مي مخزومي عقيلة النائب فؤاد مخزومي هي من هذه الكوكبة التي وضعت نفسها بتصرّف العمل العام الذي أحبّت من دون كلل ولا ملل، فهي تنشط من خلال “مؤسّسة مخزومي” التي تأسّست منذ العام 1997، وشكّلت منذ ذلك الوقت ولا تزال حتى اليوم سنداً لأكثر من مئة ألف لبناني، بوجه الأزمات التي مرّت بهم، وهي مُستنفَرة في هذه المرحلة على كل المستويات المعيشية والإجتماعية، لمواكبة المجتمع اللبناني والوقوف إلى جانب اللبنانيين، في هذه اللحظة الدقيقة والبالغة الخطورة في تاريخ لبنان.
وفي معرض الحديث عن السبل المُتّبعة من أجل تحقيق وترجمة هذا الدعم، تقول السيدة مي مخزومي، رئيسة المؤسّسة، ل”lebtalks” إن العمل الإجتماعي يلعب دوراً مكمّلاً للعمل السياسي، حيث أن المسؤولين يسنّون القوانين ويحكمون المؤسّسات، فيما المؤسّسات الإجتماعية تعمل من أجل تقديم الخدمة والرعاية في كل مكان تبرز فيه الحاجة إلى دورها.
وأضافت مخزومي، أن المؤسّسة ساهمت في تقديم الرعاية الصحية من خلال الدعوة إلى أساليب وقائية وحملات خدمات العيادة، وأيضاً عبر برامج التربية من خلال رفع نسبة الوعي عن الطاقة البديلة، وإدارة النفايات وتوفير الحلول والتنسيق لتحقيق هذه الأهداف مع البلديات والمدارس.
وعن رؤية المؤسّسة في المرحلة المقبلة، أكدت مخزومي أنها تركّز الى تطوير المجتمع المدني اللبناني وتشجيع العلم والثقافة والتوعية على حماية البيئة ودعم كل مواطن ليكون مستقلاً ومكتفياً في حياته، إضافة إلى تشجيع الموارد البشرية.
وللوصول إلى تحقيق هذه الأهداف، جرى تنظيم برامج خاصة للتطوير البرامجي والرعاية الصحية.
وفي أجندة السيدة مخزومي العديد من المبادرات والمشاريع والإنجازات والجوائز التكريمية، وهي عضو مجلس إدارة في أكثر من شركة، كما أنها عضو فخري في المجلس الإستشاري في كلية “العليّان” للأعمال في الجامعة الأميركية، والتي تمّ إنشاؤها بمبادرة منها ومن زوجها النائب فؤاد مخزومي، وتخصّص منحاً جامعية بإسم ولدها الراحل رامي مخزومي، حيث أن الفائزين يحصلون على منح مالية وجوائز تقديرية. كما أنها عضو مجلس أمناء جمعية المقاصد الإسلامية في بيروت، وعضو في لجنة تحكيم جائزة الأونيسكو ـ اليابان الخاصة بالتربية من أجل التنمية، وعضو في الهيئة الوطنية لشؤون المرأة.
وبالتالي، فهي لا تعمل تحت الأضواء، وإن كانت نالت العديد من الجوائز التكريمية على نشاطها الإجتماعي، ذلك أنها تركّز على تحقيق أهداف التنمية المستدامة والمساواة بين الجنسين في المجتمع، وتقديم المساعدة لكل مَن يرغب بفرصة من أجل إنشاء مهنة أو مؤسّسة، وذلك، عبر برامج تدريب، وعبر تقديم قروض لإنشاء مؤسّسات صغيرة وتنظيم دورات لتعليم كيفية إدارة الأعمال.
السيدة مخزومي تقوم بدور ريادي اليوم في لبنان، وقد ساهمت من خلال العمل مع المجتمع الدولي، لا سيما الأمم المتحدة، في تنظيم عدة برامج دعم في الأزمة الحالية، ومن بينها حملة “الليرة بِتشَبِّع”.
ويُشار إلى أنه سبق وأن مثّلت السيدة مخزومي لبنان في مؤتمر الأونيسكو العالمي حول التعليم من أجل التنمية المستدامة عام 2014، حيث تم الإتفاق على أهداف التنمية المستدامة، كما أنها عضو في لجنة تحكيم جائزة(esd) اليابانية، وفازت في الأونيسكو، وهي اللبنانية الوحيدة التي نالت جوائز “الأمل” العالمية في الولايات المتحدة الأميركية.