مُصادرات “الرسول الأعظم” وهرولة “المرده” متبرّئاً

IMG-20230205-WA0039

لطالما تحدّث كثر عن أن إتفاق “الطائف” ينصّ على حلّ المليشيات، وأن “حزب الله” هو الميليشيا الوحيدة التي إزدادت تسلّحاً وعتاداً وعديداً. بعد العام 2000 والانسحاب الإسرائيلي من لبنان، توسّعت مروحة المذكّرين بهذا البند في “الطائف” وتنوّعت إنتماءاتهم مذهبياً. رغم ذلك، يتحجّج القسم الموالي لـ”الحزب” بمزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبالخروقات والمطامع الإسرائيلية، لذا أصبح الأمر كما كل شيء عندنا مادة سجالية خارج منطق القانون ومفهوم سيادة الدول.

لكن ما هو مُهمَل، لا يتم الحديث عنه ولا يُسلّط عليه الضوء، أن “حزب الله” هو الميليشيا الوحيدة التي ما زالت تصادر أملاكاً بعدما أخلت باقي الميليشات الأملاك العامة والخاصة التي كانت تصادرها. الأمر لا يقتصر على المناطق الحدودية التي يعتبرها “الحزب” ذات أهمية إستراتيجية عسكرياً كما في رميش أو تلال سُجد، ولا على المناطق الجنوبية والبقاعية حيث معسكرات تدريبه وحيث يمنع أصحاب الأراضي من الاستفادة من محاصيلها أو إستصلاحها، بل يشمل مصادرة أراضٍ ومبانٍ وشققٍ منذ زمن الحرب في جبل لبنان وعلى تخوم بيروت.

من بين هذه المصادرات، الأراضي التي شيّد عليها “حزب الله” جامع ومستشفى “الرسول الأعظم” الجامعي في برج البراجنة والتي تعود ملكيتها لمطرانية بيروت المارونية ولعدد من العائلات المسيحية التي لم تستفد منها منذ زمن الحرب ورغم مضي 32 سنة على إنتهائها. هذا الملف كملف أراضي مطرانية جونية المارونية وأراضي بعض العائلات المسيحية المنتهَكة في لاسا، وغيرها من ملفات استباحة “الحزب” للأملاك الخاصة ما زالت عالقة بسبب “فائض القوة” و”عنجهية السلاح” من جهة “الحزب”، وسوء إدارة الملف من قبل الكنيسة أو أقله رهانها على الحوار مع “الحزب” والوعود التي أطلقها رغم أن السنوات كشفت زيف هذه الوعود وسوء نواياه.

اللافت أنه ما إن ذكّر الإعلامي الزميل جوني الصدّيق عبر “صوت الغد” منذ أيام بمصادرة أراضٍ لمطرانية بيروت المارونية وعدد من الأهالي شُيّد عليها جامع ومستشفى “الرسول الأعظم” من قبل “الحزب”، داعياً إياه أقله الى التعويض على المالكين ودفع إيجار العقارات، حتى “هرول” تيار “المرده” لإصدار بيان جاء فيه: “وردَ عبر أثير إذاعة “صوت الغد” تعليق على لسان الإعلامي جوني الصدّيق يتناول فيه مواضيع تتصل بحزب الله ومستشفى وجامع الرسول الأعظم … إزاء ما صدر ومنعاً للالتباس، يهمنا أن نؤكد بأننا لم نعد نملك أي أسهم في هذه الإذاعة”.

مؤسفةٌ هذه “الذمّية” التي تدحض الصورة التي يحاول “المرده” الترويج لها عن نفسه، بأنه الحارس الأمين عن المسيحية المشرقية والعربية. إذ كان الإجدى به أن يصدر بياناً يطالب فيه بحقوق المواطنين لا بل كان الأجدى به أن يعالج هكذا ملف منذ تسعينات القرن الماضي مع حليفه في “الخط” “حزب الله”.

كذلك، كيف لنا أن نصدّق ما قاله زعيم “المرده” الطامح للوصول الى قصر بعبدا النائب سليمان فرنجية الذي أعلن من بكركي في 26/1/2023: “سأعمل على استراتيجية دفاعية واقعية ضمن الحوار مع الجميع وأنا قادر أن آخذ من المقاومة ما لا يستطيعه أيّ مرشح آخر وكذلك من سوريا”؟! فيا ليته قبل حديثه عن “الاستراتجية الدفاعية” يستعيد من “الحزب” حقوق مالكي عقارات “الرسول الأعظم” كمؤشر عن إمكانية صدق ما يدعيه.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: