أكد عضو مؤسس تجمّع “إتحاديون” جورج جبور خلال برنامج “هنا منحكي”، أن “التقرير الذي عُرِضَ خلال الحلقة أشار إلى أننا نريد أن نعرف ماذا يريد اللبنانيون المنقسمون، حيث أن البعض يريد الحرب، والبعض الآخر غير معني بها، ومن هنا فالسؤال المطروح: كيف نقرّرُ ما يريده اللبنانيون؟”
جبور أشار إلى “أننا اليوم لا نعيش في فيدرالية إثر اندلاع الحرب في الجنوب والمناطق اللبنانية حيث الحياة مستمرة بشكل طبيعي، بل نعيش في فوضى عارمة في دولة مركزية وأحادية، إذ إن طرفاً سياسياً من طائفة معيّنة يُهيمن بقراراته على الأفرقاء الآخرين، ولأن النظام الطائفي هو السائد في لبنان، تعمد هذه الطائفة الى جرّ الطوائف الأخرى بقراراتها”، مضيفاً: “القرار اليوم لدى الطائفة الشيعية بشنّ حربٍ، فإذا بالحرب تنشب من دون أن يُسأل أحدٌ وبالتالي انجر كل لبنان الى الحرب، فهل يريد اللبنانيون الحرب؟”، لافتاً إلى أن “هذا ليس استفتاءً إذ نعيشُ في بلدٍ مركّبٍ، وكل المواطنين يتحدثون بلغة طائفية والسياسيين أيضاً، لكن عندما طرحنا مشروع الفيدرالية بتنا نُتّهم بأننا نحن مَن يريد تقسيم البلد، لذا من البديهي طرح السؤال: كيف تتقسّم الحكومة حيث كل زعيم طائفة يحدّدُ وزراءه؟ ما يعني أن في هذه التركيبة كل شيء مبنّي على المرجعيات الطائفية لكن بشكل محاصصة”.
وقال جبور: “ما نطلبه هو إرساء نظام على مقياس الشعب، لا أن نخضع لنظام تسعى فيه كل طائفة الى إدارة شؤونها، لأنه في نظامنا القائم راهناً لا يمكن أن يحاسب الشعب المسؤولين، لأن كل واحد منهم، حتى لو كان فاسداً، ستدافع عنه طائفته ليبقى في وجه الآخر، من هنا فإن هذا النظام يفرض على اللبنانيين أن يتبعوا الأقوى لا الأفضل، وعندما تفقد الطائفة زعيمها القوي يضيع شعبها، مثلما يحدثُ الآن مع الطائفة السنّية، وهو ما اصطُلح على وصفه لدى البعض ب”الإحباط السني”، وهو ما حدثً عندما فقدَ المسيحيون زعماءهم الأقوياء وممثليهم، ففي هذا النظام لا يوجد الرجل المناسب في المكان المناسب”.
وختم بالقول: “لبنان بلد لجوء، حيث لجأ إليه كلّ المضطهدين في هذا الشرق خلال مراحل عديدة من تاريخه، ونحن نلاحظ اليوم أن بلداناً أوروبية مثل فرنسا استقبلت مهاجرين، لكن التعددية خلقت مشكلة فيها، حيث وصل إليها المهاجرون مع كل تقاليدهم وطقوسهم وعاداتهم، ما انعكس شرخاً كبيراً في الإنتخابات الفرنسية، وفي لبنان البلد الذي استقطبَ عدداً من المهاجرين من جنسيات مختلفة وجدت فيه مكوّنات متنوعة.”